أعتقد أننى كنت أول من توقع فوز دونالد ترامب فى المقال المنشور فى 29 أغسطس من العام الماضى 2023 تحت عنوان «ترامب الوسيم»، وذلك قبل إجراء الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهورى والديمقراطي، وقبل أن يعلن بايدن انسحابه وترشح كامالا هاريس.
فى هذا المقال توقعت فوز ترامب وتغلبه على منافسيه من الجمهوريين والديمقراطيين رغم أنه فى ذلك التوقيت كان فى غمرة الملاحقات القضائية، وكان أول رئيس أمريكى يقبع خلف القضبان، ويتم تصويره جنائيا باعتباره «مسجونا»، ثم يقوم بتسديد كفالة قدرها 200 ألف دولار ليتم الإفراج عنه بتلك الكفالة.
فى ذلك التوقيت توقعت أن يفوز ترامب بترشح الحزب الجمهوري، وفى حالة تخطيه عقبة الترشح فى الحزب الجمهوري، سوف يكون الرئيس الأمريكى المقبل.
هذا ما حدث بالضبط رغم ما طرأ على الخريطة السياسية الأمريكية من تغييرات، خاصة بعد إعلان بايدن انسحابه من الانتخابات، وترشح كامالا هاريس. وهو ما جعل العديد من المحللين يتوقعون تغييرا هائلا فى المزاج الأمريكي، وفوز المرشحة الديمقراطية، لكن ما حدث هو العكس، ولم تختلف النتيجة كثيرا عن ترشح بايدن أو نائبته هاريس.
فشلت هاريس فى أن تخرج من عباءة بايدن وخسرت أصوات الشباب، والعرب، والمسلمين، وتحملت عبء فاتورة «بايدن» الاقتصادية والسياسية، فى حين نجح ترامب فى إظهار أنه الرجل القوى القادر على إعادة السلام إلى العالم، وتحقيق الرواج الاقتصادى للمواطن الأمريكى.
رفع ترامب شعارات مهمة للحفاظ على كيان الأسرة رافضا كل ما يتعلق بالتحول الجنسى والشذوذ والإجهاض، إلى جوار حرصه على تأكيد إنعاش الاقتصاد الأمريكى بما يضمن توفير حياة الرفاهية للمواطن الأمريكي.
المواطن الأمريكى لا تشغله السياسة الخارجية كثيرا وما يهمه هو حياته اليومية وما يتعلق بها من احتياجات غذائية، وصحية، وتعليمية، وأسعار البنزين والكهرباء، وغيرها من المصروفات الحياتية الشهرية.
لكل هذا لم يكن فوز ترامب مفاجئا، وإنما كان طبيعيا بغض النظر عن كونه «الأفضل» أم «الأسوأ» للقضايا العربية، والصراع العربى/الإسرائيلى، فهذا شأن آخر وقضية أخرى.
عبدالمحسن سلامة – بوابة الأهرام