الإريتريون (قيادةً وشعباً) حملوا السودانيين الذين لجأوا إليهم في قلوبهم قبل رؤوسهم.. واجتهدوا لتخفيف مصابهم.. تأشيرة الدخول إلى إريتريا تُمنح بالمجان.. الدخول يتم بأي ورقة ثبوتية حال فقدان الجواز.. بعض من دخلوا لم يحملوا جوازات ولا أي مستندات رسمية.. مجرد صورة لأي مستند في الموبايل تكفي لمنح تأشيرة الدخول.. الإيواء بالمجان.. الطعام بالمجان.. تأشيرة الإقامة لمدة شهر بالمجان.. تمديد الإقامة لمدة ستة أشهر (قابلة للتمديد ستة أشهر أخرى) بالمجان!
ويومياً يتدافع الإريتريون لمراكز الإيواء.. يذبحون الخراف ويحملون كل أصناف الطعام والفواكه والمياه لمعسكرات اللاجئين السودانيين بالمجان.. وفروا حتى المحارم الصحية للسيدات والبامبرز للأطفال بالمجان.
كرم حاتمي.. ومحبة بلا حدود.. ووفاء يصعب وصفه.. والأروع من ذلك أنهم يرفضون أي كلمة شكر، ويقولون إن ما يقدمونه يعتبر واجباً لا يستوجب الشكر وأنهم يجتهدون في رد الجميل لشعب السودان.. وعندما زرنا مقبرة المسلمين في أسمراً ووقفنا عند قبر الحاج محمد أحمد سرور رحمة الله عليه أجهش حارس المقبرة بالبكاء حزناً على ما يحدث للسودان وأهله.. بكى وأبكانا!!
كل كلمات الشكر لا تفي إريتريا الحبيبة.. قيادةً وشعباً.. وصدق الإمام الشافعي رضوان الله عليه حين قال: (جزى الله المصائب كل خيرٍ ولو كانت تغصصني بِريقي.. وما شكري لها حمداً ولكن عرفت بها عدوي من صديقي)..
لن ننسى لكم هذه الوقفة الكريمة ما حيينا.
شكراً جميلاً من قلبٍ مُحِب.. لأجمل وأكرم وأروع شعب.
مزمل أبو القاسم