أحاديث ليست للنشر مع د. جبريل إبراهيم !!

• قبل أيام التقيت الدكتور جبريل إبراهيم بمنزله في مدينة بورتسودان .. حدثني الرجل طويلاً عن المهددات التي تحيط ببلادنا منذ بداية الحرب اللعينة .. وجبريل الذي التقيته في بورتسودان يختلف عن جبريل الذي التقيته في الخرطوم بعد شهر من توقيع اتفاق السلام الذي عاد بموجبه إلي البلاد ويختلف عن جبريل الذي التقيته ضمن مجموعة من الزملاء الصحفيين قبل اندلاع الحرب بشهرٍ واحد .. جبريل الحالي يتحدث بتجربة وعقلية رجل الدولة الذي واجه مواقف وتعقيدات جعلته أكثر حرصاً علي السودان الوطن .. الأرض والموارد ..

• وجبريل إبراهيم اليوم يتعاطي مع قضايا وهموم السودان برُؤية ورَويّة أكثر نضجاً من ممحاكات الصغار ومتاريس الكبار ومراكز النفوذ المالي والاقتصادي والإثني التي تنظر تحت قدميها وأرنبة أنفها وتظن أنها ستطرد د. جبريل من منصبه في وزارة المالية بتشليعها من أهم أركانها وتوزيع نقاط قوتها بين المجلس السيادي ومواقع قوة أخري يتم تحريكها من خلف ستار ..

• والحقيقة التي لمستها من جلسة الحديث المطول مع د. جبريل أنه زاهد حد ( القرف) من منصب وزير المالية الذي يتحدث الرجل بالأرقام الموثقة عن الإنجازات التي تحققت بفضل الله ثم التعاون مع المخلصين من أبناء وبنات السودان داخل وزارة المالية وأذرعها المختلفة ..
• والحقيقة التي يعرفها المشتغلون بالإعلام أن وزير المالية هو المنصب المغضوب علي شاغله في كل العهود حتي من داخل بيته السياسي ودائرته التنظيمية !!

• ولهذا فإن الهجوم والإنتقاد المبرر وغير المبرر علي مألوف وليس غريباً ..

• والحقيقة أن مشكلة د. جبريل مع وزارة المالية ليست مشكلته ولا مشكلة حركة العدل والمساواة التي يترأسها .. المشكلة في الترتيبات والتقسيمات والأنصبة التي ارتضاها شركاء الثورة المصنوعة لحكم البلاد علي أرضية رخوة لم تتم فيها استشارة الكثرة الغالبة من أهل السودان الذين وجدوا أنفسهم أمام اتفاقية تجعل المناصب حصرية ولا مجال لتغيير شاغليها حتي وإن كان أداؤهم ضعيفاً ..

• بمرور الأيام إبتكرت العقليات الاستحوازية طرق ماكرة لتشليع الوزارات ذات التأثير الأفقي والرأسي .. ومن تلك الطرق تشليع الوزارة وتوزيع نقاط قوتها ليبقي الوزير في مكتبه مجرد ممرر للكرات السهلة ولادور له في صناعة وتدوير اللعب ..

• المأزق الذي تعيشه حركة العدل والمساواة في شقها السياسي أن زعيمها الذي لعب دوراً مفصلياً في تثبيت أركان الدولة السودانية بعد حرب مليشيا حميدتي يواجه مخططاً مرسوماً بعناية لإبعاده من المشهد وذلك بدفعه دفعاً مقصوداً لمغادرة منصب وزير المالية ..
• المدهش أن د. جبريل جاهز لمغادرة الموقع اليوم قبل الغد لأنه لايري أي تلازم بين منصب الوزير والعمل لصالح السودان الوطن ..

• ولهذا فإن التحدي الحقيقي تواجهه حركة العدل والمساواة التي عليها أن تتخذ موقفاً يتجاوز الهدنة البراغماتية الحالية وأن تثبت شخصيتها القيادية والسياسية بالاختيار بين البدائل والأشياء المغرية واتخاذ القرار !!

• وقيادات حركة العدل المساواة تعلم أن قوة الإرادة في اتخاذ القرارات أن تفعل الصحيح والضروري وليس السهل والملائم !!

• سنفصح أكثر بعد أن يتحدث الدكتور جبريل وحتي ذلك الحين علي الذين يخططون لإخراج د. جبريل إبراهيم من المشهد أن يعلموا أن20 شاباً من جنود قواته قد سقطوا شهداء قبل أيام بجانب الشهيد الرمز أحمد شاع الدين وروت دماؤهم المشتركة أرض مدينة تمبول الجريحة ..

عبد الماجد عبد الحميد

Exit mobile version