ورد في الأخبار مشاركة سكان الكنابى في العنف والنهب الذي صاحب إجتياح الجنجويد لقرى الجزيرة وما حولها.
لا أدري صحة الخبر من عدمه ولكن لن تدهشني صحته بل ولا أستبعد مشاركة بعض، وليس كل، سكان الكنابى، في العدوان فهذا من طبيعة الأشياء.
إذن المشكلة لا تتعلق بمشاركة أهل الكنابى في الجرم من عدمها بل تتعلق بكيف نفسر هذه المشاركة المحتملة.
يبدا تفسير مشاركة أهل الكنابى في إجرام الجنجا بإضاءة السياق العام للحرب السودانية في نقاط.
١. تقوم هذه الحرب علي ثالوث دائما أطلقنا عليه الحلف الجنجويدي للإحاطة بكل مكوناته وحتي لا يتم إختزال المشكلة في جندي أبجيقى يقاتل بما يعفي أفندية البدل والفنادق والقلم الماجور. يتكون هذا الحلف الجنجويدي من:
أ) جنود يحاربون وينتمون علنا لمنظومة الدعم السريع.
ب ) جهة تمول وتوفر السلاح.
ت) جهة توفر الغطاء الإعلامي والسياسي والدبلوماسي
٢ ) كل الجهات الثلاث أعلاه مسؤولة مسؤولية مباشرة عن كل العنف والقتل والإغتصاب سواء أن حاربت أو وفرت السلاح أو تكفلت بالتغطية الإعلامية والتبرير وذر الرماد في العيون والتمويه والمغالطة وإلباس الحق بالباطل ونقل الملام لجهات أخري بما يعفي الجنجويد أو يخفف من فداحة جرمهم.
٣) لم يكن لهذه الحرب أن تشتعل أو تستمر في غياب أي ضلع من أضلع الثالوث الشيطاني أعلاه.
٤) يضم الحلف الجنجويدي في مكوناته الثلاثة رجال ونساء وعيال من جميع الطبقات الإجتماعية ومن جميع أقاليم وقبائل السودان بما في ذلك الجعلية والشايقية والدناقلة والنوبيين وقبائل غرب السودان الأفريقية والمستعربة وغيرهم. ومرتزقة الجوار فوق البيعة.
٥ ) إذن يشارك في العدوان الجنجويدى أفراد من جميع أقاليم وقبائل السودان. وهذا يعني أن من حارب مع الجنجويد أو وفر لهم الدعم السياسي أو الإعلامي (وهذه جريمة لا تقل عن عنف الجندي إن لم تفقها) يمثل نفسه فقط ولا يمثل قبيلته أو أقليمه ولا أسرته. ولا يجوز تعميم جرم الفرد علي كامل أعضاء مكونه مثل الرزيقات أو الشايقية أو المحس أو الجعلية. كل شاة معلقة من عرقوبها “ولا تزر وازرة وزر أخرى”.
٦ ) نلاحظ أيضا أن بعض سكان وساكنات الأحياء شاركوا في الشفشفة بعد دخول الجنجويد لمناطقهم وعمل بعضهم كمخبرين للجنجا أو محاربين في صفوفهم. أيضا لا يجوز تعميم هذا السقوط علي أسر مثل هؤلاء أو علي كامل الحي أو القبيلة.
٧) إذن الجنجوة سقوط أخلاقي أصاب سودانيين من كل طبقات وألوان الطيف الوطني. لذا تقع المسؤولية القانونية والاخلاقية علي الفرد الساقط وحده لا علي أهله ولا قبيلته ولا حيه ولا طبقته.
٨ ) كما قلت، لا أستبعد مشاركة بعض سكان الكنابى في النهب والعنف الجنجويدي. ولكن أركز علي أن أي كمباوى يمثل نفسه فقط ولا يمثل الكمبو ولا أي قبيلة ولا أي أسرة لنفس الأسباب المذكورة أعلاه.
٩) كإنسان من منطقة الجزيرة عاشرت أهل الكنابى وجها لوجه واعرف أن الصفات السائدة بينهم هي الأدب والذوق والتحضر وحب العمل والإجتهاد وحسن الجوار وصدق الإخاء.
١٠ ) وكدارس للعلوم الإجتماعية أعرف مساهمتهم المتفوقة لإقتصاد المنطقة في كل المجالات الزراعية والمهنية والحرفية. واعرف عن دراسات تؤكد إنخفاض نسبة الجريمة منهم مقارنة بمتوسط المنطقة وتؤكد زيادة إسهامهم الإقتصادي عن المتوسط.
١١) عليه أي سقوط فردي في مستنقع الجنجوة بالبندقية أو القلم أو القوادة لا يساءل عنه كمبو ولا قبيلة ولا طبقة ولا جهة. أعداؤنا من كل القبائل والطبقات والجهات وكذلك أحبابنا.
١٢) تحية أخيرة لاهلنا في كل كمبو فلولاهم لما كانت جزيرة ولا إقتصاد ولا سودان.
معتصم أقرع