رأي ومقالات

التمهيد لحرب الجنجويد (5) : فارس النور

من أحاجي الحرب( ٧٨٩٣ ):
○ كتب:
Osman Abdelhalem
□□ التمهيد لحرب الجنجويد (5) :
□□ فارس النور
□ منظمة مجددون وفارس النور، مشاريع ضخمة، ضخمة جدا، غالبا مشاريع تحتاج إلى ميزانية دولة كاملة او ولاية على الأقل، لم يفكر الناس في اصل هذه المنظمة او هذه الشخصية، شتتهم الانبهار، وشغلتهم الدهشة عن التفكير في مصادر تمويل مشاريع بهذه الضخامة، السمت الحسن والعمل المنظم لفارس النور جعلهم يفسرون أن كل هذه الإنجازات العظيمة بسبب أننا أمام رجل استثنائي، ألمعي ونسيج وحده، لم يشك الناس للحظة أن هذا الشخص الناجح هو مجرد عميل، شخصية مصنوعة، وأن هذا العمل الضخم المنظم هو عمل استخباراتي لدولة لديها مشروع سياسي استعماري في السودان..
□ كان لابد لمن لا يعرف فارس النور أن يعرفه، وكان لابد أن يعطي الاعتراف والاعتماد والرواج والصيت، وهذا ما اوجدت بسببه العديد من الجوائز التي تبدو للعوام بريئة، حسنة النية، بعيدة عن الخبث، وهي في الحقيقة أداة من ادوات صناعة وتصعيد الشخصيات العامة، قبل شهور قليلة من اندلاع ثورة ديسمبر 2018، سلطت الإمارات الضوء على اسم فارس النور بمنحه جائزة الأمل للعمل الإنساني، فرح الناس بالرجل، وباحساس الدونية عند كثير من السودانيين ، وبحثهم عن الاستحقاق والاعتراف من الغير دائماً فرحوا جدا ورفعوا الرجل لمكانة لم يصلها إلا قلة قليلة من الشخصيات العامة.
□ في الاعتصام الذي كان مفصليا لنجاح الثورة، والتي كنا فيها كشباب مجرد وقود محرك لمشروع آخرين لا لمشروعنا نحن، تولى فارس أهم بند لانجاح الاعتصام وأكبره كلفة وبنفس التمويل الضخم الذي لا يتوفر إلا عبر دول تكفل فارس النور تحت لافتة منظمته المشبوهة بإطعام الاعتصام؛ في الوقت الذي كنا نظن فيه بسذاجة ان سندوتشاتنا المحدودة والتي نحضرها عبر تبرعاتنا الذاتية وعبر ما يرسله اصدقاؤنا المغتربون التواقون للمشاركة في أكبر حدث يشهده جيلنا من أموال هي ما يكفي لاطعام هذه الآلاف المؤلفة من الناس..
□ بعد نجاح الثورة كان لابد لعملاء الدويلة أن يعملوا سوياَ في العلن، فأعلن فارس النور في قرار صدم الأكثرين أنه قد قرر الانضمام للعمل في مؤسسة الد.عم السريع كمستشار لقائدها، هذه القوات التي فضت الاعتصام الذي كان يديره هو، وقتلت الشباب الذين حرص على اطعامهم ينضم لها فارس النور في مفارقة غريبة، مبررا ذلك بأن حميد.تي ابدى له ما أقنعه من حسن نيات للعمل على تنمية البلاد ووعده بتقديم ما يعينه على مواصلة أعماله الخيرية، رغم أن ما فعله فارس النور كان صادما ومفاجئا لأغلب الناس وقتها لكن بالعودة إلى أرشيف صفحته نجده قد تعاون مع حميد.تي من قبل، في تاريخ قريب من تاريخ منحه جائزة الإمارات المشبوهة، وقد كتب بوست أنه تواصل مع حميد.تي لعمل مشروع في مناطق في غرب السودان وقد أعانه الرجل على ذلك مما يدل على أن التنسيق بين العميلين قديم، لكنه كان سرياً، وانتفت الحوجة لسريته بعد نجاح الهدف منه وهو ركوب الثورة وسرقتها.
□ فارس النور بعد ذلك اصبح عضوا أصيلا في الدعم السريع مثله كأي جندي او صاحب رتبة خلا، وحينما قامت الحرب كان من ابواق الدفاع الإعلامية الرئيسية للمليشيا وعضوا في وفد التفاوض في جدة وقد تم تحجيم أدواره العلنية في الفترة الأخيرة للاحتفاظ به ككرت نظيف يمكن استخدامها في وقت لاحق اذا ما انتصرت المليشيا او عادت إلى الدولة عبر طاولة مفاوضات..
□ فارس النور شخصية تستحق التوثيق والدراسة للاستفادة من هذه التجربة، فهو تأكيد على أن العمل الإنساني والطوعي هو احد أكبر مداخل العمل الاستخباراتي المعادي للدول..
#التمهيد_لحرب_الجنحويد
….
#من_أحاجي_الحرب