الإعجاز العلمي في رؤية الخيط الأبيض من الأسود من الفجر وكذلك حديث القفا!
كان الفلاسفة قبل فيثاغورث وسقراط -في القرن السادس قبل الميلاد- يعتبرون الأرض مسطحة، وبالتالي فإن الليل يخيم على الأرض بشكل كامل، وكذلك يخيم النهار بشكل كامل، ولكن في العصر الحديث تبين للعلماء أن الأرض عبارة بيضاوية تدور حول نفسها مما يسبب تعاقب الليل والنهار.
وتبين للعلماء أن الليل يتداخل مع النهار بصورة معقدة جداً، وكذلك يتداخل النهار مع الليل، وبسبب دوران الأرض بسرعة ودوران الأقمار الصناعية حولها يصعب التقاط صورة للأرض تكون فيها ثابتة لدراسة المنطقة التي تفصل الليل عن النهار، اذ لابد من وجود منطقة تفصل الليل عن النهار.
والذي يراقب الكرة الأرضية من خارجها ويتابع سرعة دورانها وكيف يتداخل الليل والنهار يجد أن أفضل وصف لهذا المشهد هو قول الله تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} الحديد 6.
يقول الله تعالى مؤكداً وجود منطقة فاصلة ودقيقة على شكل خيطين أبيض وأسود: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} البقرة 187. وهذه الآية الكريمة تصف بدقة تلك المنطقة الفاصلة بين الليل والنهار قبل أن نراها بالأقمار الصناعية والحواسيب الفلكية.
يقول الله تعالى واصفاً التفاصيل التي تحدث داخل هذه المنطقة: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} الحديد 6. فكلمة (يولج) تعني يُدخل، أي أن الليل يدخل في النهار وبالعكس، وهذا ما يحدث تماماً في هذه المنطقة،
وهذا الخيط يتحرك بسرعة وكأن الليل يلاحق النهار باستمرار خلال دوران الأرض، ولتمام المشهد نقرأ قول الله تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} الأعراف 54.
وقد ورد في صحيح البخاري: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مطرف الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنهم قال قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أهما الخيطان قال: (إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين، ثم قال لا بل هو سواد الليل وبياض النهار).
لقد ثبت علميا أن مركز الإبصار يقع في (القفا) من القشرة الدماغية ،ومعلوم أن القشرة الدماغية تتكون من مناطق ذات مساحات متباينة وكل منطقة مسئولة عن مهارة أو حاسة من الحواس، وكلما زادت مساحة تلك المنطقة زادت الحاسة المعنية بها لزيادة عدد الخلايا الخاصة بها في القشرة الدماغية،
وتحدث الرؤية بأن تسقط أشعة الضوء المنكسرة من الجسم المرئي فتكون صورة على شبكية العين، وتقوم خلايا الشبكية (قضبانية ومخروطية) بتحويل هذه الصورة إلى موجات أو إشارات عصبية تنتقل عن طريق عصب العين إلى القشرة الدماغية (مركز النظر) الموجود في القفا، حيث يقوم هذا المركز بتحويل هذه الإشارات مرة أخرى إلى صورة تعكس تماما الجسم المرئي بكل تفاصيله الدقيقة.
وفي كل شبكية عين 105 مليون خلية، منها 5 مليون فقط مخروطية الشكل، وللعلم فإن القشرة الدماغية بكاملها تتكون من حوالي 20 بليون خلية تنتشر على حوالي 2 متر مربع، ومركز النظر يقوم أيضا بوظائف كثيرة إلى جانب حدة النظر؛ منها تحديد شكل الجسم المرئي واللون والبعد والموقع والاسم وكذلك التنسيق مع المراكز الدماغية الأخرى، لذلك فإن مساحة مركز النظر يلزمه أن يكون (أعرض) من ناتج العملية الحسابية للمعطيات السابقة حتي تتكون رؤية غير منقوصة.
وجه الاعجاز في هذا الحديث الشريف أنه حدد مكان مركز الابصار في القفا!.
والحديث ربط بين مساحة القشرة الدماغية للقفا وقوة البصر لقوله عريض القفا.
والحديث كذلك ذكر سواد الليل وبياض النهار كما صورته الأقمار الصناعية بعد 1400 عاما.
آمنت بالله
عادل عسوم
adilassoom@gmail.com