رأي ومقالات

الثروة الحيوانية ودورها في التنمية الإقتصادية في ولاية جنوب دارفور

إن السودان من الدول الذي عرف منذ زمن بعيد بحرفتين رئيسيتين هما(الزراعة والرعي ) فالسودان إتصف بمساحاته الشاسعة والأراضي الخصبة بما فيها مايقارب ٦٤% بالتقريب.
الرعاة:- رعاة الإبل”ويترحلون في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية الى جزء من خط الاستواء ومناطق شبه الصحراء وهم رعاة الإبل(أبالة ) وبعض الماعز.
رعاة الماشية(البقارة) :- تشمل الأبقار والماعز وهم يترحلون في قطاع شبه الصحراء إلى شمال شرق خط الاستواء وأحيانا الى الحدود الجنوبية الغربية حتى حدود افريقيا الوسطى وتمتاز هذه الاراضي بوفرة الماء والكلا؛وعرف على مر الزمان الترحال والرحل هم قبائل مختلفة في عاداتها وثقافاتها من القبائل الاخرى وايضا يسمونهم بالرحل في فترة النشوق بحثا عن الماء والكلا للماشية؛ولكن اندرج اسم الرحل من الترحال والتجوال في البادية او الريف وعدم الاستقرار في منطقة معينة وهذا يؤول الى زمن بعيد وبعد دراسات عدة عرفنا إن الثروة الرعوية انها ثروة لست بقليلة بل هى أساس من أسس الاقتصاد والتنمية الإقتصادية،ولكن هنالك بعض المشاكل التي تواجه الحكومات والأنظمة المدارى على كيفية التحكم واستخدام تلك الثروة وادخالها في التنمية الاقتصادية بصورة واسعة وشاسعة وبينة تخدم كل الشرائح بمختلف قنواتها.
المشاكل التي تواجه الحكومة في ادخال الثروة الحيوانية في الاقتصاد :-
١- الملكية:- إن نسبة مايقارب ٧٥% من الثروة الحيوانية هى ملكية اي يمتلكها الرعاة نفسهم بالفئات المعروفة ” مائة في الرأس…الخ “
٢- التباهي والتفاخر بعدد الثروة الممتلكة ” إبل _ ماعز _ماشية “
٣- الجهل وعدم الوعي الفكري.
إن ولاية جنوب دارفور تعتبر من اغنى الولايات واكثرها حراكا تجاريا إقتصاديا مهم بما فيها من الحرفتين معا(الزراعة والرعي ) فالاراضي الرعوية المكسوة بالعشب تقارب نسبة ٤٠% بالتقريب من أرض الولاية،فلابد من الآتي:-
١- زيادة وتوسيع المراعي وزيادة الفئة والنوع ” ماعز _ماشية _إبل ” إن زيادة النوع يزيد من إرتفاع النسبة المئوية لزيادة الدخل السنوي للولاية وبقية الولايات.
٢- الاكتفاء الذاتي من النوع
٣- تكبير وتوسيع المصانع للحوم المعلبة داخل الولاية بالدراسة الاستراتيجية والتخطيط لتلك المصانع الهامة.
٤- إزدياد منتجات الألبان ومشتقاته والدواجن وذلك بزيادة المزارع لزيادة الإنتاج.
٥- العلف الصناعي وكيفية إنتاج الأعلاف الصناعية بإقامة مصانع بالقرب من مواقع الإنتاج.
٦- تأهيل الكادر البيطري وتشجيعه بإقامة مزارع للإنتاج الحيواني.
٧- تشغيل كادر المراعي والغابات والإنتاج الحيواني مما يساعد في التنمية الاقتصادية بنسبة ٤٠% أو مايزيد بتقنيات معلوماتية هامة أو طريقة تكنولوجية جيدة لإنتاج اللحوم والالبان ومعامل البسترة .
هنالك قصور حاد جدآ وعدم وعي فكري بالنسبة لسكان تلك الولاية للاستفادة من تلك الثروة الرعوية الهامة وإنشاء مصانع لتصنيع وتوزيع تلك المنتجات لأن غالبية المصانع المنتجة محلية لست بمواصفات تقنية إنما بمجهودات ذاتية ” طبيب بيطري +مزرعة +إنتاج البان +توزيع ” . ” كادر إنتاج حيواني +مزرعة للدواجن وإنتاج الألبان +بسترة +توزيع المنتج محليا ” .
فالانتاج والتوزيع يكون محليا وعليه: إن تم إنشاء وتوسيع مراعي وزيادة فئات من النوع إزدادت الإنتاج ومنتجاته( لحوم +البان +بسترة +دواجن وملحقاته” فتكون زيادة الإنتاج بنسبة كبيرة في تنمية اقتصاد الولاية والولايات التي من حولها لتوزيع المنتج والاستفادة منه ولا يكون ذلك إلا بالارشاد والتوعية الفكرية والدراسات الاستراتيجية وتخطيط تلك المزارع الرعوية للإنتاج. ونرجو الوقفة والنظر في تلك المنتجات الهامة من النوع المعني ” إن تركيب الأعلاف يكون من المواد المحلية المستهلكة وبعض العقاقير الكيميائية في معامل إنتاج الأعلاف؛ فالدراسة لا تكون مقصورة على الطبيب البيطري فقط وإنما يتبعه الإنتاج الحيواني وعلوم المراعي والغابات ” .
وبما اننا نعلم تماما إن الغابات تتبع للزراعة_ الكلية التي تحقق الزراعة والغابات وغيرها ولكن هنالك إنشقاق من تلك الكليات تتبع للمراعي وإدارة الغابات والاستفادة منها وإدخالها في التنمية الاقتصادية والترشيد الصحيح والوعي الفكري الهام في تلك المجالات،فعلينا توسيع النطاق وتوفير الحماية الكافية لتلك الشرائح التي تقوم برعاية تلك النطاق _ أمنيا بالاتي :-
١- تأمين المراعي والكادر نفسه
٢- حدود النطاق المعني لزيادة فئة النوع حتى نتجنب الكوارث الطبيعية المتمثلة في:
أ- امطار غزيرة ب- اوبئة “أمراض وبائية تصطحب المرعى _كوارث إنسانية _الحريق _الحروب _السرقات ” .
إن تم ذلك إزدادت نسبة الانتاجية وتطورت التنمية الاقتصادية و يكون بذلك أدت الغرض المعني _اي بمعنى إن الثروة الرعوية دخلت في اقتصاد الولاية وذلك بالتخطيط الاستراتيجي الهام والترشيد والوعي الفكري للكوادر المسؤولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وبذلك نكون قد اخرجنا بعض الاسر من دائرة الفقر الى دائرة الإنتاج وذلك بتشغيل الايدي العاملة لدى بعض شرائح الشباب( البطالة ودرء المشاكل التي تحدث في المجتمعات وبذلك تكون الدولة الحاكمة ساهمت في التنمية الاقتصادية والتطور التقني في ذلك المجال واوقفت عضلة الفقر وساهمت في التنمية الاجتماعية بطريقة غير مباشرة لأن النطاق الرعوي يحتاج إلى أيدي عاملة ذات كفاءة او غير ذلك سواء كان مستوى التعليم الاول او الوسط او دون الوسط _ المغزى من تلك الدراسة الهامة النظر الى الشرائح العليا والوسط ودون الوسط،لابد ان يكون هنالك تعادل نسبي بين كافة الشرائح وبذلك قد تحقق عنصري العدل والمساواة بإعتبارها القوة المشاركة في الأنظمة المتبعة الآن _اقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا. فالمجتمع دولة والدولة سياسة واقتصاد،إن بنية الاقتصاد على ركائز متينة نهضتت الدولة لأنها المقوم الاساسي إن وجدت الموارد ونحن لا ينقصنا هذا ولا ذاك _بل هنالك نقص ضئيل في التوعية الفكرية وترشيد الموارد الاقتصادية وتوظيف الأنظمة المنهجية المتبعة والنظر لكل الشرائح بنظرة واحدة(عدل ومساواة في كل الأنظمة الاقتصادية والسياسية الهامة ) حسب المنهجية الحزبية المتبعة والشموليةو الديمقراطية تنبني على أسس وقواعد دينية شرعية واضحة دون اللبس والتداخل الفكري بين الشرع والقانون والحزب الديمقراطي والسياسة والاقتصاد _علينا ان نفسر أو نحلل كل مجال على حدى حتى نصل الى وفاااااق وتنمية اقتصادية تشمل (ولايتي ) ولاية جنوب دارفور وكل ولايات السودان.
إن هذه الدراسة لفتت نظر لدائرة الاقتصاد والتنمية لست قصورا ولا قصرا على مجال موحد بل موارد + ثروة = إقتصاد.
تنبيه ⚠️
من مناطق الإنتاج داخل الولاية في محلية نيالا جنوب(موسيه) وجزء من السريف ووادي سكلي والمنطقة الشمالية الشرقية لمحلية بليل ” كندوة) والمنطقة الشمالية الغربية لمحلية نيالا شمال ” الرمالية) وجوارها ؛ومن محلياتها بلبل تمبسكو وجزء من قطاع منطقة ام جناح والدائرة الجنوبية الغربية من محلية تلس وذلك بإقامة شفخانات بيطرية لمعالجة الماشية وتوفير الأدوية البيطرية في مسارات وطرق الرحل مما يقلل من الاوبئة المصاحبة للماشية ويكون هنالك تواصل بين الراعي والبيطري وبذلك نكون حققنا توعية فكرية مجتمعية ما عليه وإليه(الراعي _الكادر البيطري ) _بذلك حققنا تنمية اقتصادية هامة(توسيع النطاق وزيادة الإنتاج _تفعيل الكادر والفهم البيطري للادوية البيطرية وكيفية معالجة الماشية مما تحتاج لرعاية صحية.
الأميرة أم مجتبى