ملاحظات أولية حول بيان جماعة “تقدم” عن مجازر الجنجا في الجزيرة:
معتصم أقرع
عنوان البيان: ” تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية – تقدم….بيان”
ملحوظة: يأتي عنوان البيان باهتا كمجرد بيان لا يذكر جنجويد ولا جزيرة ولا مذابح وبهذا ياتي مخففا من عنف ما يحدث من مذابح ويتجنب ذكر منفذ الجرائم في العنوان.
يقول البيان: “تتابع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية – تقدم، بقلق بالغ، تطورات الأحداث في شمال ولاية الجزيرة، وحملة الانتهاكات البشعة وواسعة النطاق التي استهدفت قرى “السريحة، أزرق، والتكينة” وعدد من قرى شمال الجزيرة، التي تعرضت لعمليات قتل جماعي خاصة في منطقة “السريحة”، حيث قُتل وأُصيب المئات من أهالي القرية، عقب اقتحام قوات من الدعم السريع المنطقة وشروعها في إطلاق النار صوب المواطنين. فضلاً عن أسر عدد كبير من المواطنين ومعاملتهم بصورة مهينة كما وثق ذلك عناصر من قوات الدعم السريع، وأظهرت الانتهاكات المبذولة في مقاطع فيديو التعامل المقيت واللا إنساني للجنود مع المواطنين العزل.”
ملحوظة: “في الفقرة أعلاه تتحدث تقدم عن انتهاكات بشعة واسعة النطاق وقتل جماعي ولكنها لا تحدد الفاعل صراحة وتبني الفعل للمجهول. ويقول البيان أن الجرائم حدثت عقب اقتحام قوات من الدعم السريع المنطقة . لاحظ أن الجرائم أعلاه حدثت عقب اقتحام الجنجا للمنطقة. وهذا يعني أن الفاعل مجهول وليس بالضرورة هم الجنجويد، فقد يكون الفاعل متفلتون أو سكان كنابي أو فلول أو أي جهة أخري. وحتي لو تورط الجنجويد في الجرائم، كما يقول البيان لاحقا، من الممكن أن تكون هناك جهات أخري شاركت في إنتاج المأساة. هذا ما توحي به الفقرة أعلاه.
يقول البيان:
“تعرب (تقدم) عن قلقها وأسفها لحالة تحشيد المواطنين وتسليحهم وتحويلهم إلى مقاتلين مسلحين وإدخال البلاد في أتون حرب أهلية شاملة وتمددها في مناطق ومساحات جديدة وتضرر المدنيين المباشر من هذا التمدد المتزايد لمناطق الحرب.”
ملاحظة:
في الفقرة الأولي لم تدن تقدم الجنجويد صراحة بصورة مباشرة ولم تلق عليهم بمسؤولية الجريمة واكتفت بالحديث عن إنتهاكات حدثت من مجهول عقب دخول الجنجويد للمنطقة. ولكنها في هذه الفقرة تدين تسليح الموطنين للدفاع عن أنفسهم في سياق حددته تقدم بانه إنتهاكات بشعة واسعة النطاق وقتل جماعي. ولا تحدد تقدم وسيلة عملية لحماية المواطنين. كذلك لم توضح تقدم درجة نجاح شعارها وإتفاقها الذي وقعته مع الجنجويد في أديس في حماية المدنيين. يبدو أن تقدم تفضل أن يجلس المواطن ويقبل الإنتهاكات البشعة واسعة النطاق والقتل الجماعي. ويبدو أن تقدم تري أن تسليح المواطنون لانفسهم أخطر من عنف الجنجويد في ميزانها.
يقول بيان تقدم
“تحمل (تقدم) قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات الضخمة *التي تعرض لها المدنيون في قرى شمال وشرق الجزيرة، وتطالبها بوقف هذه الانتهاكات الآن وفورًا ضد المدنيين ومحاسبة كل مرتكبيها بدءًا ممن ثبت قيامهم بها عبر الفيديوهات المنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.”
ملاحظة:
تاتي إدانة تقدم للجنجويد متاخرة في البيان، بعد فقرة لمحت لإحتمال وجود جهات أخري ساهمت في المقتل وبعد فقرة تدين فكرة تسليح المواطنين للدفاع عن أنفسهم. وتاتي هذه الإدانة بعد فرشة بنت الجرم للمجهول وفقرة أخري أدانت توجه المواطنين للسعي لتسليح أنفسهم بغرض حماية دمهم ومالهم وعرضهم. يبدو أن فداحة ما حدث لم يترك لتقدم أي مخرج من إدانة الجنجويد لذلك تم إخراج الإدانة متاخرة في البيان بعد فرشة المبني للمجهول و إدانة التسليح الشعبي للتصدي للجنجويد.
يقول البيان
“نجدد الدعوة لطرفي هذه الحرب بضرورة التوقف عن خطاب الكراهية والحشد على أساس قبلي”.
ملحوظة:
حين شن حميدتى هجمة مسعورة ضد قبيلة الشايقية في تسجيله الأخير نست تقدم إدانة خطاب الكراهية والحشد على أساس قبلي لم تصدر بيان إدانة ولم تنبس ببنت شفة . ولم تتذكر تقدم الفتنة القبلية عندما هاجم مثقفي الجنجا قبائل بالاسم ولكنها تسارع بالتحذير من الفتنة القبلية كلما تم طرح فكرة تسليح المواطن ضحية الجنجويد للدفاع عن نفسه وليس بهدف الهجوم علي جهة علي أساس قبلي. قري ومدن السودان يسكنها شعب ينحدر من كل أقاليم وقبائل السودان وكلهم عانوا من بلطجة الجنجويد ولا أدري كيف يكون سعيهم للدفاع عن النفس دعوة قبلية.
يقول البيان:
“وتحث في ذات الوقت كل القوى المحلية والإقليمية والدولية الضغط على طرفي الحرب لوقفها فورًا، والشروع الجاد في عمليات وقف العدائيات، والمضي قدمًا في تأسيس عهد جديد يعيد البلاد من دوائر الحروب والانقلابات إلى مسار التحول المدني الديمقراطي، وصولاً إلى دولة الحرية والعدالة والسلام.”
ملحوظة:
في ماض قريب عندما سال مذيع قناة تلفزيونية عن تسليح دولة معينة للجنجويد أجاب زعيم تقدم بانهم جماعة مدنية لا يهمها من يسلح من. و إذا كانت مصادر تسليح الجنجويد لا تهم تقدم لانها جهة مدنية فلماذا تهمها قضية تسليح المواطنين لانفسهم؟ وكيف لها أن تحث القوى المحلية والإقليمية والدولية الضغط على طرفي الحرب؟ تقدم تسكت عمن يسلح الجنجويد ولكنها تدين تسليح المواطنين وتصوره زورا كنعرة قبلية. علي تقدم أن تعرف أنه لو حدثت فتنة قبلية سيكون سببها عنف الجنجويد ومن سلحهم ومن تواطأ معهم ولن يكون مسؤولا عنها مواطنا مارس حقه الطبيعي في الدفاع عن النفس.
ملحوظة ختامية: لم تدع هذه الصفحة لتسليح المواطنين ولم تعارضه. سلامة التوجه في هذه القضية يحتاج لتقديرات ومعلومات لا أملك ربعها. لذلك أترك الأمر للمواطن أن يمارس حقه الشرعي في الدفاع عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة وله أن يدافع عن نفسه بالسلاح إن شاء، أو بالتوقيع علي إتفاق مع الجنجويد في أديس أو بإنتزاع وعد بالحماية من حميدتى كما فعل ابن البطانة البار أو بالإكتفاء بتبني شعار لا للحرب كرد فعل مناسب لصراخ المغتصبات.