وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
قبل يومين كتبت لي تعليق صغير في نص نقاش [١]، فحواه:
“الجيش وظيفته حماية الدولة وليس المواطن.”
وعينك ما تشوف إلّا النور؛
اتكبشر واتشيّر وأحيا حفلات؛
وأيّ زول في قلبه حرقص قام يرقص؛
ومشوا نكتوا ليهم استيتس كتبته قبل ٤ سنوات [٢]، فحواه:
“متين الجيش والشرطة عندنا ح يفهموا إنّه وظيفتهم حماية المواطنين مش التسلط عليهم؟”
وجابوه كدليل على التناقض وعدم الاتّساق؛
وايييك، جابت ليها غمتات وقصص 😄 [٣]؛
قلّما أقيف أدافع عن نفسي؛
العارف عزّو كلام الناس ما بهزّو؛
بس انتهزت الفرصة دي في إنّي أكتب بوست طويل [٤] أناقش فيه وظيفة الجيش بتجريد، واتناول واقعنا الفعلي، وأخلص لنتائج مهمّة على المستوى العملي، وهي إعادة تعريف الدعم السريع كمنظومة إرهابيّة لا ميليشيا عسكريّة؛
وبعدين أخدتها فرصة برضو ألفت النظر إلى سهولة توظيف التكنولوجيا الحديثة، تحديدا ChatGPT، في إزالة اللبس وفهم النصوص المشكلة [٥].
قبل ما نطوي الصفحة دي داير أقيف عند فايدة تالتة؛
المرّة دي لغويّة: بلاغيّة وتعبيريّة، يمكن تكون مفيدة للناس المهتمّين ..
طبعاً أيّ نص بيكتمل فهمه باستصحاب سياقه؛
دي من الأجديّات؛
ما لازم دايما تشوف السياق شان تفهم النص؛
لكن بتحتاج ترجع للسياق لو النص كان مشكل أو غريب أو مثير للجدل؛
وحاجة مخجلة ناس يفترض يكونوا مستنيرين ومتعلّمين تعليم عالي تلقاهم شغّالين يلفحوا ويشيّروا ويعلّقوا ويهاتروا حول قصاصة ما عارفين سياقها؛
في أبسط الأحوال، يلزمك تتأكّد هل القائل بيقول الكلام عن نفسه وللا بنقل كلام طرف تاني؛
زي لو قلت ربّنا في القرآن قال “ولد الله”، بينما في الحقيقة دا كلام قالوه ناس ربّنا أشار لقولهم في القرآن؛
القرآن فيه دروس وتمارين كتيرة زي كدا، فيما يتعلّق بالوقف واستخلاص المعاني من النصوص؛
المهم؛
استصحاب السياق مطلوب؛
وفي القصاصة المرفقة ح تشوف جزو من السياق الورد فيه التعبير؛
ويمكن تقدر تلاحظ الفرق بين “المواطن” الواحد الجات في التعبير دا، و”المواطنين” الجات في التعبير القالوا عليه مناقض؛
ويمكن برضو في السياق دا تفهم إنّه كلمة “الدولة” ممكن تعني “جميع المواطنين”: لاحظ الجملة المظلّلة في تعليق سابق؛
لكن برضك ح تكون غلطان لو حسّة فهمت إنّي بضاير في كلامي ومتراجع عنّه؛
ممكن ترجع للشرح الكتبته [٤] لأجل فهم العبارة بشكل تجريدي؛
والسياق ما معناه فقط النص المحيط بالتعبير أو الحوار الورد فيه؛
وإنّما كلّ الظرف الجا فيه الكلام؛
فالعبارة الزمان القالوا مناقضة دي جات في ظرف سياسي أنا حسّة ما مستحضره؛
لكن لو فيه زول مهتم يعرف ف ممكن يراجع صفحاتي وصفحات ناس تانين في الفيسبوك عشان يفهم “كان حاصل شنو الوكت داك؟”
النقطة دي مهمّة شديد في فهم النصوص التاريخيّة؛
ومن بينها القرآن والأحاديث؛
وفعليّا فيه ناس اجتهدوا ودرسوا وحاولوا رسم صورة للواقع النزلت فيه الآيات والاتقالت فيه الأحاديث؛
حقّاً؛
أرواح كتيرة أزهقت على يد ناس بقروا
﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم وَءاخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّهُ يَعلَمُهُم وَما تُنفِقوا مِن شَيءٍ فى سَبيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لا تُظلَمونَ﴾ [الأنفال]
ويفتكروا الكلام ليهم هم؛
ويبدوا يتعاملوا مع عدوهم على إنّه عدو الله!
يللا فضلاً عن ضرورة استصحاب السياق الظرفي المحيط بالنصوص، داير أعلّق على سياق بلاغي ممكن يكون مضمّن في النص نفسه؛
وأثبّت قاعدة مهمّة:
«أيّ نص يحتوي على إضراب أو مقابلة، contrast، قد لا يصلح للتعميم خارج سياق المقارنة!»
لو رجعنا للنص الدار حوله الجدل، ح نلقى عبارة إضراب في:
“حماية الدولة المواطن”؛
مجرّد ما تلقى مقابلة زي دي حقّك تقيف وتفهم إنّه فيه غلاط مدوّر؛
يمكن، والله أعلم، دا الخلّى ChatGPT طوّالي يدخّل كلمة “جدليّة” في توصيف العبارة؛
المهم؛
لو رجعنا للعبارة التانية حنلقى إضراب برضو في: “حماية المواطنين التسلط عليهم؟؛
هنا طوّالي يلزمنا ناخد وقفة ونحاول نفهم الناس ديل متغالطين في شنو؟!
داير آخد مثال تجريدي من خارج السياق دا؛
الآية المكتوبة في عنوان البوست دا؛
فيها إضراب واضح في “إلّا”، بيمنع من التعامل معاها كنص تقريري أو إخباري؛
عندي معاها قصّة، بهديها لجماعة “أوّل الشهادة الكيزانيّة” 😏؛
أيّامنا الفي الجامعة، كان مقرّرين لينا كورسات عربي وانجليزي ودين، في كلّ الجامعات؛
أها في واحدة من السنوات، أظن تالتة، أنا كنت الوحيد القدّيت دين في الدفعة 😄؛
كنت بدك كتير حتّى في المواد الأساسيّة، فمن باب أولى المواد الثانويّة؛
لكن كنت بجازف يعني في الامتحانات؛
أها في امتحان الثقافة الإسلاميّة دا قام سألوا سؤال “ما هي الغاية من خلق الإنسان”؛
أو حاجة بالشكل دا؛
ما حضرت اللكاشر عشان أعرفه قال ليهم شنو؛
لكن ما كان صعب استنتج إنّه بفتّش للآية دي، وإنّه الإجابة النموذجيّة ح تكون “عبادة الله”، وتكتب الآية؛
ما كان ح تكلّفني كتير؛
لكن بتكلّفني ضمير!
معليش يا أستاذ، إجابتك غلط؛
وشرعت في مناقشة إنّه ظاهر الآية دي قد يوحي بذلك؛
لكن عندنا آية تانية بتقول: ﴿وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً وٰحِدَةً وَلا يَزالونَ مُختَلِفينَ إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ
— وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُم —
وَتَمَّت كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَملَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجمَعينَ﴾ [هود: 118 – 119]
ف دا بيخلّينا نقيف من القفز للخلاصة التقريريّة؛
وبالرجوع للآية الأولي، واستحضار السياق؛
بنلقى بعدها:
﴿ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ﴾ [الذاريات: 57 – 57]
أهااا؛
كدا الفكرة بقت أوضح؛
وضربت مثلاً، في الامتحان وللا نقاشات بعده ما متذكّر، بتعبير زي قول الوالد لولده: أنا همّي في الدنيا دي بس إنّك تكون سعيد؛
دا لا يعني بالضرورة إنّه دا همّه الوحيد في الدنيا فعلاً يعني؛
وإنّما في الغالب ح يكون داير يوصّل رسالة لي ولده دا إنّه ما داير منّه حاجة!
المهم؛
كتبت مقال طويل؛
والأستاذ سقّطني طبعاً؛
وحيث إنّي الجالس الوحيد للملحق، فما كلّف روحه يخت امتحان جديد؛
جاب الامتحان نفسه؛
وأصرّيت على إجابتي؛
فشكله مشّاني غايتو؛
أو يمكن مشّاني القسم، المادّة ما كان بتعوّد السنة الحمد لله!
الحاجة البقولها دي يمكن تكون مألوفة للناس المتمرّسة في كتابة الشعر، بس بحاول أشرحها لفائدة الجميع؛
أثناء تحرير البوست دا استحضرت إنّه الوالد، الله يدّيه العافية، لفتني بدري للحاجة دي؛
تحديداً في قصّة رجم المحصن، والأحاديث المرويّة عن عمر رضي الله عنه إنّه لولا أن يقال عمر يزيد في كتاب الله كان ثبّت آية الرجم؛
الوالد قال لي بتفهم من كدا إنّه كان فيه جدل وسط الصحابة أنفسهم وكتها في مسألة الرجم دي!
استفدت الدرس دا بعدها أثناء مروري على حديث عن ابن عمر بيقول فيه: “لا والله ما قال رسول الله ﷺ لعيسى أحمر بل قال رجلا آدم”؛
أو كما قال؛
آدم يعني “أزرق” زي ما بنقول؛
والحديث مروي بادي بي “لا والله” دي؛
فطوّالي فهمت إنّه كان فيه غلاط مدوّر وقتها؛
ومشيت من ذلك لاستنتاج إنّه ابن عمر كان أزرق، وفق ما رواه الجاحظ عن عمر، فماخد الموضوع شخصي 😄!
Abdalla Gafar