السلاح الطبي القضارف —-
زرت أول أمس أخواني الجياشة والمقاتلين معهم ( جرحي العمليات ) بحرب الكرامة بالسلاح الطبي القضارف وجدتهم صابرين محتسبين ومعنوياتهم تُلامس عنان السماء أشهد الله وجدت كل فارس منهم من حرارة قلبه وتمسكه بالقضية والوطن هو مُصاب ينتظر تعليمات القيادة لكي يلحق بإخوانه في أرض المعارك بالصفوف الأمامية …
حينما قدمت طلبي ورجائي للزيارة وتم أخد الإذن منهم بأن عائشة الماجدي تُريد أن تطمئن على أخوانها وبصحبتي بعض الأصحاب سمعت أحدهم في عز جراحه يُصيح بصوت جهور ( بت الماجدي ) دي تتفضل طوالي وقتها خنقتني عبرة الخوة النبيلة والذي يربط بيني وبين أخواني الجياشة جميعنا لدينا وجع مُبكر ومتراكم من المليشيا ..
دخلت عليهم في العنابر والحوادث أمشي خفيفة الخُطي متلهفة لمطايبتهم وتفقد أحوالهم وكان كل واحد منهم يستجمع أوجاعه ويُعدل من وضعية جلوسه ليُحسسني بأنه بخير وأنا أكفكف دموعي من هول المُصاب والجروح والإصابات وإحساسي بالضُعف والتخاذل في حقهم وتمسكهم هم بالقوة والإرادة والروح الوثابة للإنتصارات وخرجت أنا من السلاح الطبي القضارف مرفوعة الرأس محفوفة بالبشارات وإشارات النصر القريب لما وجدته من ثبات يهد الجبال …
يقيني أن هؤلاء الرجال الغُبش الذين سقوا أرض السودان بدمائهم الطاهرة لم ولن يُخذلهم الله ابداً باذن الله..
قربت والنصر قريب بمشيئة الرحمن
عائشة الماجدي