🔴 مني وجبريل: من المرتزق العميل؟
كثيرا ما ذكرنا ان الحلف الجنجويدى يمارس الاسقاط فقد ادمن برمي عيوبه علي خصومه.
لا افهم اتهام حركات جبريل ومني بالارتزاق في هذه الحرب السودانية لسببين:
الاول هو انه لا يمكن اتهام انسان يدافع عن وطنه بالارتزاق. هذا الاتهام فقط يليق بمن وقف مع قوات ممولة من الاجنبي تغتصب في حقوق اهله. لا يحتاج جبريل ولا مني لتبرير الوقوف مع وطنه واهله ضد غزاة همجيين. يحتاج للتبرير فقط من والى الغزاة او اعتزل قضية الغزو.
اضف الي ذلك ان المكون الافريقي في دارفور الذي تنحدر منه حركتا مني وجبريل من الطبيعي ان يقاوم هيمنة مكون اخر ممول من الخارج ويحارب في صفوفه اجانب في ظل حديث عن خطط احلال واستيطان لا ادري درجة دقتها ولكن لا يمكن تجاهلها.
السبب الثاني هو انه لو كان تعظيم العائد المالي لكان اولي بحركتي مني وجبريل الانضمام الي الطرف الاخر الاكثر ثراء بما لا يقاس. فالجيش السوداني مفلس والدولة السودانية مفلسة وكرسي الحكم به قنبلة موقوتة لا تغري بالجلوس عليه.
وقد حكي إبراهيم منعم منصور انه كان يدير شركة بمرتب ١٣٠٠ جنيه ومخصصات اخري. وحين ترك الشركة ليعمل وزيرا في حكومة السودان كان راتبه ٢٥٠ جنيه وكرسي الوزارة لا يدوم لتأثره بمكائد السياسة وتقلباتها عكس منصب الشركات.
هذا لا يعني ان حركتي منى وجبريل معصومتان او انهما ملائكة. ما زال بالإمكان انتقادهما وتوجيه اي اتهام ضدهما لو توفر دليل وحيثيات. لكن اتهامهما بالارتزاق غير مقنع في وضعية دفاعهما عن وطنهما وحق قبائل دارفور الأصلية في اقليمهما.
ان هزيمة الحلف الجنجويدى العسكرية مهد لها هزيمته السياسية والاعلامية. الكثير مما تأتي به وسائط الاعلام من عمليات الحرب لخدمة الجنجويد وليس تنويرا صحفيا بريئا وامينا عما يحدث. والعاقل يميز.
معتصم اقرع