السلام: باجتثاث التمرد أم بالاتفاق معه؟

تحدث الفريق العطا عن اجتثاث التمرد طريقا للسلام، وتكررت تصريحات القيادة في هذا الاتجاه.
هل يعني ذلك أن السودان يتغير منهجه في التعاطي مع حركات التمرد بعد أن كانت اتفاقيات السلام هي صفارة نهاية ولا نهاية.

ما كانت اتفاقيات سلام تحقق سلاما، بل ولدت حروبا أخرى.
هل آن الأوان لتتغير الوجهة فيحسم السودان مشكلاته بطريقة أكثر حسما ومضاء.
إفريقيا لها سوابق في أحداث مماثلة؛ فهل تكون تلك السوابق أنموذجا ومثالا.

إقليم بيافرا أعلن الانفصال عن الحكومة الاتحادية في نيجيريا، ووقعت معارك قادها أوجوكو من المتمردين. فرنسا وإسرائيل وقفتا مع الانفصاليين، ووقفت بريطانيا التي تمتلك شركات النفط مع الحكومة الاتحادية.

مات مليون شخص جراء التمرد، وانهزم الانفصاليون تماما بعد سنتين. وعلى الرغم من عقد اتفاقية سلام في ساحل العاج استمرت الحرب حتى تمكنت نيجيريا من اجتثاث التمرد.
ولنا المثل أيضا من أنغولا التي استمرت فيها الحرب مع حركة يونيتا منذ ١٩٧٥ حتى توقيع مصالحة في ١٩٩٤ ولكن الاتفاقية لم تفض إلى سلام شامل، ولم يتحقق السلام الشامل إلا بهزيمة يونيتا عسكريا وقتل قائد التمرد سافمبي عام ٢٠٠٢م.

إن تحديد المنهج الواضح والتزامه بكل همة وصبر هو الطريق الموصل للسلام الشامل.
ما رأيكم؟
د. عثمان أبوزيد

Exit mobile version