🔴 الحركات المسلحة لعبت دورا حاسما في ترجيح كفة الدولة وغيرت مسار الحرب بشكل كامل

في ناس عندهم مشاكل مع الحركات المسلحة وفي محاولات مستمرة لتجريمها بأي وسيلة. لا همهم السودان ولا الدولة ولا هم يحزنون هم عندهم مشاكل مزمنة مع الحركات ولن يرضوا عنها مهما فعلت.

الحركات بعد اتفاقية جوبا انضمت للحكومة الإنتقالية وأظهرت مواقف ناضجة ومسئولة. لم تنجر إلى الإنتقام لنفسها من النظام الذي قاتلته بالسلاح أكثر من أي طرف آخر وواجهت قحت وتغولها على السلطة. ولولا وجودها لكانت للفترة الإنتقالية مسار آخر تحت سيطرة قحت.

وفي الحرب الحالية لعبت الحركات المسلحة دورا حاسما في ترجيح كفة الدولة وغيرت مسار الحرب بشكل كامل. بدون الحركات المسلحة لكانت الحرب اتخذت مسارا آخر. تحديدا كانت دارفور كلها خرجت من السودان، والمعارك التي تدور الفاشر الآن كانت ستدور في ولايات أخرى آمنة الآن. لأن المليشيا كانت ستوفر قوتها التي سخرتها للفاشر حتى الآن لمناطق أخرى. هذه حقيقة.

الحركات قاتلت نظام الإنقاذ وقاتلت الدولة نعم وجاءت بموجب اتفاق، وفي الواقع فإن اتفاق جوبا نفسه كان نوعا من السباق بين الجيش والمليلشيا لكسب الحركات كل طرف سعى للتحالف معها ضد الآخر منذ ذلك الوقت استعدادا لهذه الحرب. الجيش قال للحركات في جوبا يجب أن نتحالف ضد الدع-م السريع الذي يريد السيطرة على السلطة، وقادة الدع-م قالو لهم لنتحالف ضد الجلابة ونحكم البلد معا. لحسابات تخصها اختارت حركات دارفور التحالف مع الجيش ضد المليشيا. والحمد لله أنها فعلت ذلك.

ستظل العلاقة بين الجيش والحركات محكومة بموجب اتفاق جوبا وبالتفاهمات الأخرى بينهما. وهما يقاتلان الآن معا، ولكن العلاقة بينهما ليست علاقة تبعية وولاء هي علاقة شراكة شاء من شاء وأبى من أبى والحركات تشارك بحقها وضراعها وبدمها. وهي بعد نهاية الحرب لن تسلم السلاح وتذهب في حال سبيلها، بالتأكيد ستعمل على جني المكاسب المشروعة لموقفها، ولن تنتظر منة وهبة من عساكر الجيش. هذه هي الحقيقة.

التحدي هو أن لا تأخذ الحركات أكثر من حقها وأن لا تظلم الآخرين، وأن تكون هناك تسوية شاملة وعادلة تضمن حقوق الجميع. ولكن المؤكد أن الحركات ستكون طرفا فاعلا في هذه التسوية، مثلما أن الكيزان كذلك سيكونون طرفا فاعلا. بمعنى، أن هذه الأطرف لن تسلم السلاح وتربع يديها في انتظار قادة الجيش ليقرروا لوحدهم في شأن السودان. هذا لن يحدث.
بنهاية الحرب لابد من تسوية شاملة وإعادة تكوين للدولة ويجب أن يشارك فيها الجميع بالطبع، ولا يوجد فيها أستاذ أو وصي، ولا حتى الجيش نفسه.

حليم عباس

Exit mobile version