منح دراسية للطلاب السودانيين بالصومال

الشكر لأشقائنا الصوماليين على هذه البادرة؛ إتاحة فرصة الدراسة على منح دراسية للطلاب السودانيين.

قد يكون من المفارقة أن يبحث الطلاب السودانيون فرص القبول الدراسي في جامعات بالصومال.

أذكر قبل سنوات كيف كان زميل العمل منير التونسي يضحك على حسن الصومالي ساخرا من أحوال الحرب في الصومال، وكنا نحسب ذلك من المفاكهة والمداعبة بين أصدقاء وزملاء عمل، وكان يشارك في الضحك والسخرية زملاء من بلاد أخرى شهدت بعد ذلك البلايا العظيمة.

زميلنا حسن الصومالي كان يكظم غيظه وبقول لنا مع ابتسامة: انتظروا، لن يطول الزمن ببلادكم وسترون فيها من البلايا ما هي أشد من الصومال.

يبدو أن زملاء حسن الصومالي لم يعملوا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
مَن رَأَى مُبتَلًى فقال: الحمدُ للهِ الذي عافَانِي مِمَّا ابْتلاكَ به، و فَضَّلَنِي على كَثيرٍ مِمَّنْ خلق تَفضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذلكَ البلاءُ.

الابتلاء بأنواعِه كلِّها فيه فتنةٌ واختبارٌ للعبدِ، ويَنبغي عليه الصبر والدُّعاء للهِ، أما العبد الذي عافاه الله؛ فإنه في نعمةٍ يَنبغي شُكر الله عليها.

ذِكر اللهِ وحمْدُه سبب في أن يَحفَظ المرْءَ ويحمِيَه مِن هذا البلاء الذي وَقَعَ بغيرِه؛ لأنَّه لا يأمنُ أنْ يَقَع به؛ ولأنَّ الله يُعافيه ويرحَمُه بدُعائِه، فيَنبغي للعبد أن لا يزال ذاكرًا نِعَمَ اللهِ عليه مُعتبِرًا في رُؤيَة العبادِ، ومُقِرًّا أنَّ ما به مِن نِعمةٍ؛ فمِن الله.

عثمان أبوزيد

Exit mobile version