رأي ومقالات

إبراهيم عثمان يكتب: الحاضنة والميليشيا والمتنبي !

*توفر بعض القوى السياسية للميليشيا إمكانية التعامل معها كحاضنة والاستشهاد ببيت المتنبي : ( فإن يكن الفعل الذي ساء واحداً فأفعاله اللائي سررن ألوف )، إذ تقوم ( بإغراق) ما تعده إثباتاً لعدم الاحتضان بسيل من المواقف القوية المضادة، فبينما تعجز هي عن تقديم إثبات غير الوحيد الذي تتحدث عنه باستمرار، وهو إدانتها لجرائم الميليشيا، وكأنها كانت تملك رفاهية الامتناع عنها، فالميليشيا نفسها تدينها مع تحويل بعضها إلى الجيش وبعضها إلى المتفلتين، بينما تعجز هي عن تقديم إثبات غير هذا، يجد المرء صعوبة في إحصاء كل خدماتها للميليشيا، وهي خدمات تلغي مفعول الإدانة، فالإدانة أصلاً متلكئة باهتة خالية من الغضب ولو كان تمثيلاً، وتشكل – قياساً إلى حجم إجرام الميليشيا – خدمةً لها بنوعها وبعزلها عن الموقف السياسي.*

*لنأخذ مواقفهم من استباحة الميليشيا لبعض المناطق كمثال* :
1. *يشاركون في الحملات الإعلامية للميليشيا التي تسبق الهجوم تواكبه، ولا يرفعون في وجهها شعار “لا للحرب”، ولا يتهمونها “بتوسيع نطاق الحرب”، ولا يضعون هذا “التقدم” للميليشيا تحت عنوان “زيادة العنف واحتدام الصراع” كما يفعلون عند تقدم الجيش لتحرير هذه المناطق المستباحة .*

2. *ويجمعون بين الحديث عن “ضعف” الجيش وعدم توفيره “الحماية” للمواطنين، وقولهم إنهم يفضلون “توازن الضعف” .*
3. *ويجمعون بين عدم الاعتراض على أي شيء يساهم في تقوية الميليشيا واستمرار استباحتها للمناطق ( الدعم بالسلاح، وبالمرتزقة، وكل أشكال الدعم ) ورفضهم لأي شيء يساهم في تقوية الجيش ومنعه للاستباحة ( شراء السلاح، الاستنفار، الدعم المادي، الدعم المعنوي .. إلخ )*
4. *ويسخرون من الجيش على طريقة الناطقة السابقة باسمهم : ( الدعم السريع بقى ساكيهم من ولاية لولاية واتفضحوا فضيحة بجلاجل )، وهي السخرية التي لا يقتربون منها في حالات هزائم الميليشيا .*

5. *ويشتركون مع الميليشيا في رفض ضرب قواتها في المناطق المستباحة بالطيران بزعم أنه يستحيل ضربها دون تضرر المدنيين .*
6. *ويدعون المواطنين إلى “التعايش”/ الخضوع لسلطة الميليشيا ويجرٍّمون أي شكل من أشكال المقاومة والرفض .*
7. *ولا يمسون بكلمة “المتعاونين” الذين يدلون الميليشيا على أماكن السيارات والأموال ويقدمون للميليشيا خدمات أخرى غالبها ضد المدنيين .*
8. *ويرفضون تصنيف جرائم الميليشيا كجرائم إرهابية، ويرفضون الحديث عن أنها جرائم مقصودة وممنهجة وتتخذ شكل الحرب على المدنيين .*

9. *ويمتنعون عن نقل الفيديوهات والشهادات التي توثق لجرائم الميليشيا على عكس تعاملهم مع الفيديوهات الدعائية للميليشيا .*
10. *ولا يعترضون على قيام الميليشيا بالتجنيد الطوعي، وحتى القسري، لشباب المناطق المستباحة على عكس موقفهم من التجنيد الطوعي للجيش .*
11. *ويدعمون “الإدارة المدنية” التي تشكلها الميليشيا، ولا يوجهون لها أي انتقاد من أي نوع، ولا يتمسخرون عليها كتمسخرهم على الحكومة .*
12. *وبعضهم يقومون بتبرير بعض المذابح بأنها كانت رد فعل على مقاومة من جانب المواطنين، أو بتبريرها بوجود قوات نظامية.*

13. *ولا “يقللون” أبداً من أي “انتصار” للميليشيا ولا يتحدثون عن عدم جدواه مثلما يفعلون عند انتصارات الجيش .*
14. *ولا يعلقون سلباً على أي مظهر احتفال جماهيري مزيف قامت الميليشيا بصناعته، على عكس تفاعلهم السلبي مع الاحتفالات العفوية للمواطنين بتقدم الجيش .*

15. *ويرفضون الحديث عن نزوح المواطنين إلى أماكن تواجد الجيش من الأماكن المستباحة والاستنتاج بأنه يدل على رفض المواطنين للميليشيا .*

16. *ويضيفون المنطقة المستباحة إلى قائمة “سيطرة” الميليشيا التي تفرض التفاوض معها على أن تجد المكافأة عليها في التفاوض دون إلزامها بتنفيذ الاتفاق الموقع بالتخلي عن السيطرة القذرة على بيوت المواطنين .*
* *إلخ إلخ*

إبراهيم عثمان