يمكنك الإعتزاز بأصلك و قبيلتك دون الحط من شأن الآخرين وامتهانهم .. أهل غرب السودان أهل نخوة وشهامة ودين و قرآن، وهذه المليشيا لا جنس لها و لا قبيلة، وهي تجمع قتلة ولصوص ومجرمين.
– كل من يحاول أن ينمط و يخصص في أهل الغرب صفات معينة، هو ينسى أو يتناسى أن مثلها في الشمال أو الوسط ..الخ.
-من يحاول أن يقول أن أهل الغرب تشتعل بينهم المشاكل و الحروب و القتل لأتفه الأسباب، في العتود و في كباية الشاي و غير ذلك …فنفس الشيء حدث في القبايل التي ترى نفسها ذات عرق آري .. فالنزاعات التافهة بين قبايل شمال السودان و الإغارات و السلب و النهب و قطع الطريق من قَبل مملكة الفونج و حتى بعدها = كل ذلك مدون في التاريخ … و إذا خصصنا قبايل الشايقية و الجعليين و الدناقلة و قل من شئت من قبائل الشمال = فكل مشاكلهم و حروبهم لأتفه الأسباب موجودة و مدونة.
– و إن تحدثت عن القبايل العربية عروبة الشركة بتاعت شبه الجزيرة العربية، فالحروب القديمة للأسباب التافهة = موجودة و مدونة منذ البسوس و داحس و الغبراء و الفجار و غيرها .. و استمرار هذه الحروب لسنوات طويلة يضرب أرقام قياسية.
– و إن قلت أن في عروقك تجري دماء ملكية و أنك ملك بن ملوك و مك بن مكوك… فقد حكم الفونج السودان لقرون = و الفونج حسب كثير من المصادر التاريخية هي قبايل زنجية يعود أصلها للمناطق حول النيل الأزرق .. و غير ذلك فقد قامت في السودان مملكات شتّى، و في غرب السودان مملكات قديمة معروفة كانت ذات شأن في المنطقة و خارجها ..خذ مثلاً سلطنات مثل الفور و المسبعات و هي ممالك بلغت الشأو في التنظيم و الاستقرار.
– و إن قلت أنّ قبيلتك بها منتهى الفراسة و الشجاعة و المقاومة .. فيجب تذكير أن مملكة الفور كانت آخر الممالك سقوطاً في يد الغازي التركي المصري .. بعد أن سلّمت كل مناطق الشمال بدون مقاومة اللهم إلّا مقاومة محدودة و معروفة… استبسلت مملكة الفور و سقطت بعد مقاومة شرسة سطرها التاريخ … و في خطاب المقدوم مُسلّم الذي يرد فيه على الدفترداد الذي حاول ترهيبه بالقوة و ابتزازه بالدين = تجد أهم معاني الإباء و الكبرياء و العلم الشرعي و الفقه .. خطاب عظيم عظيم؛ من أراده فليرجع إليه في مظانّه.
– ما يفعله فتى النهر و البحر و مَن حوله مِن الحط و القذف لكل أهل غرب السودان و وصفهم بأقذع الأوصاف في أصلهم و عِرضهم؛ نبرأ إلى الله منه .. و على كل عاقل سوي مسلم أن .يُدين هذه المسالك .. و لست من أهل الغرب لأدافع بل من ذات القبيلة التي يحتفي بها هذا الولد واصفاً لها بالذهبية .. لكن الحق أحق أن يُتّبع.
و عموماً ما عندي أي مشكلة تعتز بي قبيلتك و إرث أجدادك .. فقد قال النبي عليه الصلاة و السلام في حُنين ” أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب ” … لكن أن تظن أن قبيلتك بلغت الغاية في الرقي و التحضر و البقية هم أحط منك قدراً و أخس نسباً و أوضع محتداً .. تلك والله السوأة و البغي و التجنّي و الظلم .. هذا الأمر خاطيء بمقاييس الدين و بمقاييس السودانوية و بمقاييس السواء النفسي العادي .. اللهم سلّمنا من الناس، و سلّم الناس منّا.
Ali Abuidress