ما يعنينا في السودان تفويض الجيش والقوات النظامية للتعامل مع الارهاب بأي طريقة تراها مناسبة
ما يعنينا في السودان تفويض الجيش والقوات النظامية للتعامل مع الارهاب بأي طريقة تراها مناسبة.
مكي المغربي
أنا ضد أن تتأثر القرارات المصرية السودانية المشتركة بخصوص الأمن الاستراتيجي للمنطقة بفيديوهات (كضيبتي) أو (قائد الحرامية)، ونصبح مجرد إعلام نفي وتكذيب.
أساسا التعاون العسكري المصري السوداني تم توقيع الاتفاقية حوله في مارس 2021 في العهد الانتقالي ذاته، وهي اتفاقية سارية، وبناء عليها دخل ضباط سودانيين في تدريب مشترك في مصر في 2022، ثم جاء ضباط مصريون للتدريب المشترك في السودان في قاعدة مروي 2023، وهم محميون بموجب المعاهدات الدولية وكان مجرد الحديث عن المساس بهم جريمة دولية، ناهيك عن حديث المليشيا عن استسلامهم أو أسرهم، وكان من حق مصر القانوني حينها الدفاع عنهم والدخول في مواجهة ضد مليشيا الدعم السريع من أجلهم، ولكنها ووفق تقديرات مشتركة قررت مصر إخراجهم دون اشتباك، وتأجيل حساب المليشيا على تلك الجريمة، وهذه تقديرات تخص مصر وليس لنا أو لغيرنا التدخل فيها، والطرف الذي اعتدى عليهم هو الآن مصنف (تنظيم ارهابي) وفق لجنة وطنية سودانية ذات اختصاص محلي وخارجي، ولذلك التعامل مع أهداف ومنسوبي المليشيا والمتعاونين معهم بالمعلومات والعمل الاعلامي والسياسي، يدخل في إطار مكافحة الإرهاب المتفق عليه دوليا وبين البلدين، والدخول في خطوات عملية مشتركة هي تقديرات تخص مصر والسودان، وهنالك حكمة للتأجيل وقرار القيادة المصرية كان سليما في وقتها، لأن اسرائيل كانت ترغب في جر مصر للحرب في السودان في توقيت محدد، وللأسف حليف اسرائيل الجديد في المنطقة لم يكن يعلم هذا الهدف وكان يظن احتلال السودان بالمليشيا وقتل قيادة الجيش السوداني موضوع ست ساعات فقط. هو أصلا لا يعرف السودان ومن اختارهم من مستشارين وخبراء مجرد مرتزقة وخونة وشخصيات حقيرة من السودان ومن دول أخرى.
الآن .. ظهور مستشار للمليشيا يتحدث عن استهداف مصر هو أمر يتم وزنه بمعيار التفريق بين “الجدية” و “التهويش” ومدى علاقة هذه المليشيا والمتعاونين معها بدول أخرى وأجهزة تجسس في المنطقة، وهذا ملف أمني استخباري، له أهله.
نحن كمواطنين سودانيين ما يخصنا هو أننا نحتاج إلى تفويض الجيش والقوات النظامية السودانية علنا وفي كل مكان لاتخاذ الخيارات المناسبة لسحق المليشيا الارهابية، الجيش السوداني منفردا أو وفق جهود مشتركة، حسب التقديرات.
المهم هو التفويض والحسم.
مكي المغربي