آفة السوداني ناشطا كان أم خاملا هي التجمد المعلوماتي الإنطباعي وهو إنطباع المعلومة الأولى في الذهن وتشكيل قناعات العمر بناءا عليها.
المعلومة الأولى نفسها قد تكون خاطئة أو ناقصة ، فما الذي يجعل إعلامي لايفاتي جنجويدي يزعم أن مصر ستصيبها مجاعة سمسمية إن توقف منها صادر السمسم السوداني وهو يعقب متبجحا بجهله قائلا : مصر فيها سمسم ؟
ياللغرور !
صحيح أن حرب أبريل 2023م أثرت على واردات مصر من السمسم السوداني ولكن هذا السودان له منافسين في سوق عالمي مفتوح ومصائب قوم عند قوم فوائد إذ سرعان ما عوضت مصر احتياجاتها من السمسم من دول مثل الهند والبرازيل.
أما إنتاج مصر من زراعة السمسم فهو حتى سنة 2020م كان قد وصل إلى 38000طن (ثمانية وثلاثين ألف طن ) من مساحة تبلغ 29الف هكتار وبذلك فإن مصر تعتبر الدولة رقم 20 عالميا في إنتاج السمسم في 2020م ، وهذه معلومات متاحة في الشبكة العنكبوتية.
وحتى إذا صارت مصر المنتج الأول للسمسم في العالم فيجوز جدا أن تظل من كبار المستوردين ويعود هذا في كل العالم لسبيين هما حجم الإستهلاك المحلي وثانيا بإضافة قيمة مضافة للمادة الخام وإعادة التصدير.
أما قرار وقف صادرات مناطق سيطرة الدعم المتمرد إلى مناطق سيطرة الجيش فهو قرار أرجو أن يكون مفبركا وإن كان غير ذلك فسيتضرر منه المواطن المنتج في المقام الأول وقد تستفيد منه دول مجاورة تكون هي المعبر لتلك المنتجات ولعل ذلك هو المقصود ، والله أعلم.
#كمال_حامد 👓