هناك خياران للمجموعات التي تقاتل مع الدعم السريع. الخيار الأول هو الخيار العقلاني الذي يحفظ مصالحها ووجودها في المستقبل، وهو التبرؤ من آل دقلو وعزلهم عن طريق انقلاب داخلي يزيح القيادات المتحكمة في القوات والقبول بالرؤية التي وضعها الجيش. هذا الخيار سيجنب الكثير من الدماء لشباب هذه القوى وسيضمن لها صوتاً في المستقبل . فبمعطيات الواقع فإن حميدتي وشقيقه قد استنفذا أغراضهما وأصبحا عبئاً ثقيلًا على مجتمعاتهم ووجودهما على رأس هذه القوات يشكل تهديداً لمستقبل هذه المكونات.
أما الخيار الثاني، فهو الخيار الذي يسعى إليه حميدتي بجر هذه المجتمعات إلى حرب فاصلة، إما أن يفنوا جميعاً أو ينتصروا، تحت وصاية شاملة على مستقبلهم بادعائه أنه الحافظ والضامن لبقاء هذه المجتمعات، وكأنه هو من أوجدها !
هذا منطق إجرامي تدميري لا يضع أي حساب لدماء من يقاتلون معه. خيار الحرب الفاصلة هو خيار انتحاري ستكون تكلفته عالية في واقع يرفض الدعم السريع ويتشبع بكراهيته ويتضرر من جرائمه. تكلفة القتال مع حميدتي أكبر من التخلي عنه، والاستمرار في نهجه ستكون نتائجه كارثية، ليس فقط على تمثيل هذه القوى بل على استقرارها في المستقبل ..
فحميدتي قاد هذه المجموعات إلى الهلاك وهو لا يأبه بحياتهم أو مستقبلهم، بل يقودهم إلى محرقة هو من تسبب فيها وأشعل نيرانها ، على هذه المجموعات أن تتعقل وأن تختار الخيار الذي يحفظ مصالحها ويجنبها سفك دماءها قبل فوات الأوان .
#السودان
Hasabo Albeely