هنيئا أمة السودان، فقدتم الأنفس العزيزة، والأموال الكريمة، فما ذهلتم وما تنكبتم عن جادة الصبر والتسليم
من أحاجي الحرب( ٧٢١١ ):
□□ كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من سؤء المنقلب، ولا أحسب ذلك إلا لكي يعلمنا أن نكون أشد انتباهاً باستدامة الوعي والتنبه بالثبات على الحق دوما حتى الخلوص بذات الصدق والاستمساك به إلي نقطة الانقلاب والتحول من الحياة الفانية إلي الحياة الأبدية السرمدية.
□ أما هو، فهو الحبيب الذي لولاه ما خلقت الأكوان، فهو منذ المبتدأ كان في مقام محبوب الله عز وجل ولما يزل.
□ طاف بخاطري كيف أن هؤلاء الشباب وأضرابهم وهم في أوج قوةٍ مُنِحت لهم، ربما لو فُتِح عليهم لوظفوها في طاعة لله تبلغهم مقام الرشد، كما فتح الله على فتية الكهف.
□ كيف أنهم بذلوا أنفسهم واجتهدوا وسافروا وارتحلوا وشرقوا ليكون منتهاهم نقطة ( سؤء المنقلب).
□ نعم سؤء المنقلب، وما ذاك إلا أن تنقلب إلي الآخرة وأنت عاصٍ أثيم.
□ هو انقلاب من الخسران بمكان؛ وليس الأخسر من ذلك إلا أن تمضي إلي محكمة العدل الإلهية وأنت ناهب ظلوم وغاصب حقود.
□ بل والأنكى من كل ذلك هو المجاهرة الجهيرة بتلك الشرور.
□ وكما يقال شهادات الخلق ألسنة الحق، فكيف بشهادات الملايين من أهل السودان.
□ وليت الأمر استتب عند شهاداتهم، بل أن تلاحقهم لعنات الشعب السوداني في أقوالهم، وتوجعاتهم، وأنآتهم، ودموعهم، وخواطرهم، بل وسكناتهم.
□ اتأمل كما أن هنالك أعمال صالحات هي صدقات جارية؛ فثمة أعمال شريرة هي آثام جارية؛ ولا أظن أن تلك الآثام إلا نحو ما جاءت به المليشيا الإجرامية في أرض السودان.
□ ويظل يقيني أن الله سبقت محبته أهل السودان، إذ ابتلاهم بهؤلاء القوم الأشرار، ففي حديث النبوة الشريفة ” إن الله إذا أحب عبداً إبتلاه “.
□ فهنيئا أمة السودان، فقدتم الأنفس العزيزة، والأموال الكريمة، فما ذهلتم وما تنكبتم عن جادة الصبر والتسليم لأمر الله تعالى، فالله يحفظكم ويرعاكم.
#من_أحاجي_الحرب
عصمت محمود أحمد