هناك راي يتسع إنتشاره مفاده أولوية التصدي لاستباحة الجنجويد للدار والعرض وبعد القضاء علي خطر الجنجويد يعود الكل إلي خلافاتهم السياسية والأيديلوجية والدينية العادية تحت شعار “شكلتنا في محلها”. وهذا راي بديهي ومنطقي ولا غبار عليه حتي في حالة الخلاف مع أولوية التصدي للجنجويد.
علي الساخرين من الراي، بالذات القادمين من دار يسار، أن يتذكروا أن الشيوعيون هم بلا منازع بطل نظرية التحالفات المرحلية محدودة الأجندة ويا ما تحالفوا مع أنصار وختمية وسنابل وبعث وجماعات أخري.
وفي الخارج، عندما غزا النازيون الأتحاد السوفيتي وقتلوا عشرات الملايين تحالفت حكومته الشيوعية مع أعتى مراكز الراسمالية الإمبريالية ممثلة في حكومات أمريكا وبريطانيا العظمي وفرنسا. وقاتلت جيوش الشيوعيون جنبا إلي جنب مع جيوش الراسمالية لان الرفاق في موسكو أدركوا أن هتلر خطر ماحق أولوية القضاء عليه تتضاءل دونها العداوة التي لا صلح دائم فيها مع مراكز الراسمالية. وهو نفس المنطق الذي برر لحكومات أمريكا وفرنسا وبريطانيا التحالف مع الشيوعيين الذين وعدوا بشنقهم.
كما صالح ماو أمريكا للحفاظ علي وحدة بلده ومهد بذلك لإندماج الصين في الأقتصاد الراسمالي الذي يسيطر عليه الغرب وقاد كل ذلك إلي أعظم نهضةإقتصادية، تكنولوجية في التاريخ.
ولا أدري هل أستعمل كل هؤلاء الرؤساء الخصوم – من شيوعيين وراسماليين – حين تصالحوا مؤقتا – مصطلح شكلتنا في محلها؟
بالنسبة للأصدقاء الشيوعيين: لمن دختلوا في التجمع الوطني الديمقراطي في بداية التسعينات أو لمن دخلتو في تحالف الحرية والتغيير بهدف إسقاط نظام البشير، هل ده كلو كان تحت شعار “شكلتنا في محلها” غدا مع مكونات التحالف وللا كان إندماج أبدي وغير مشروط مع أحزاب “الطائفية وشبه الإقطاع والبرجوازية”؟
معتصم اقرع