تاريخ التدخل الخارجي:
التدخل الدولي في السودان في ثلاثة عقود ونصف لم ينتج إلا الكوارث المتناسلة. فلا هو أتي بديمقراطية ولا وحدة ولا سلام ولا عدالة ولا مدنية. بل كان وبالا علي كل هذه الشعارات النبيلة.
ولا شك أن التدخل الخارجي الغليظ في هندسة كل تفاصيل الفترة الإنتقالية يظل أحد أهم أسباب فشل الإنتقال المدني الذي أنتهي بحرب. وكلنا يتذكر تكالب الأجانب من ساسة الدول إلي سماسرة الأزمات المحترفين والجاهزين.
من الممكن كتابة عشرات الصفحات عن كارثية التدخل الخارجي ولكن في هذه العجالة نشير فقط إلي أن هذا الخارج رجح كفة شراكة مثلثة بدات بفشل إقتصادي وأنتهت بحرب.
كما أن هذا الخارج لعب دورا معتبرا في حسم الصراع الداخلي لصالح القوي المدنية التي يفضلها بحكم تبعيتها حتي احتكرت القرار الوطني. وفضلا عن تهميش مجموعات واصوات جيدة المقدرات وسليمة الوطنية كان السند الأجنبي أهم ما أغرى هذه القوي المحظية في حضن الخارج بهجر الشعب واحتقاره لانها ظنت أن دعم الخارج أفضل وكان في هذا خيانة الثورة وخيانة الشعب حتي إنتهينا الي حرب ضروس. وقد ذكرنا حينها أن المتغطى بغير الشعب عريان ولكنها قوي تحب إرتداء اللاشيء وتفخر بالبتبختر به في الشوارع.
وبعد كل هذا الفشل لا أفهم الاستبشار بالتدخل الخارجي وإن كان من الممكن إستيعاب استبشار دوائر تعول عليه في إنقاذ الحلف الجنجويدي من ورطته التاريخية التي يخسر فيها سياسيا كل يوم سواء أن كسب معركة عسكرية أم خسرها.
معتصم اقرع