في افتتاحيتها، تناولت صحيفة “التايمز” البريطانية بلوغ الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، عامه المئة، مشيدةً به باعتباره “أفضل رئيس سابق عرفته أميركا”. أشارت الصحيفة إلى أن كارتر شارك في مراقبة 125 عملية انتخابية في 40 دولة، كما أسهم في بناء منازل بيديه لصالح جمعية خيرية للإسكان، وكرّس جهوده للسفر حول العالم للتوسط في النزاعات الدولية. كما قاد حملات للقضاء على أمراض مثل الملاريا ومرض دودة غينيا الذي عانى منه الملايين في إفريقيا وآسيا، إلى جانب دفاعه المستمر عن حقوق الإنسان في مواجهة الدكتاتوريات، وفوزه بجائزة نوبل للسلام.
في يوم الثلاثاء الماضي، أصبح جيمي كارتر أول رئيس أميركي سابق يبلغ عمره 100 عام، مما جعله محط تقدير وتكريم مستحق من الصحيفة.
وعلى الرغم من تدهور حالته الصحية خلال الـ 19 شهراً الماضية، فإن كارتر ما زال عازماً على التصويت للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات المقبلة. وأوضحت الصحيفة أن هذا الإطراء لا يتعلق بفترة رئاسته التي استمرت أربع سنوات، إذ كانت فترة حكمه توصف بعدم الإلهام، وكان يُنظر إلى تواضعه بشكل سلبي من البعض، كما اعتُبرت سياساته المتعلقة بالطاقة غير واقعية، وفشل في اختيار الكفاءات العالية باستثناء مجموعة من المستشارين من جورجيا عائقاً أمام العمل مع الكونغرس.
وبسبب تركيزه المفرط على التفاصيل، لم يقدم كارتر أي رؤية لترجمة نزاهته وقيمه الدينية والتزامه مدى الحياة المساواة العرقية وحقوق الإنسان إلى صيغة رابحة. كما فشل في تأمين إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في إيران.
لقد حقق كارتر بعض النجاح، وعلى رأس القائمة توسطه في إبرام اتفاقيات كامب ديفيد للسلام بين إسرائيل ومصر. كما تفاوض على اتفاقية أسلحة استراتيجية جديدة ــ غير مصدق عليها ــ مع موسكو. وبوسع أميركا أن تتأمل في رجل كان كل من الصدق والمبادئ والصداقة أمراً بالغ الأهمية بالنسبة له.
الإمارات اليوم عن «التايمز» اللندنية