محمد أبوزيد كروم: حرب أمريكا والإمارات وسر التحولات!!

-في أي وقت قررت فيه الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات وقف الحرب في السودان ستتوقف الحرب فوراً – هذا الكلام نكرره كثيراً نعم – ولكن لا بأس في تكراره.. وبالقطع هذا القرار يحتاج إلى سبب عند دولتي الحرب سواء بانتهاء الأجندة أو الوصول لقناعة بأن ما جرى للشعب السوداني يكفي أو أي أسباب أخرى..

-بالتأكيد أن مليشيا ال دقلو ومن معها من مجرمين سودانيين ومرتزقة أجانب هم أدوات في هذه المعركة- استغلت هذه الجهات جهلهم وطمعهم واجرامهم لتنفذ بهم هذه الأجندة التي كانوا هم أول ضحاياها- نعم صحيح لقد اتعبتنا المليشيا ودمرت البلاد وشردت العباد – ولكن في نهاية الأمر هم إلى زوال وأهل السودان والسودان باقون.

-أنا شخصياً مع الدخول في حوار مباشر مع أمريكا والإمارات لوقف الحرب في السودان – نعم نحن نحقق انتصارات وكسح باهر وسنصل إلى المنتهى قريباً- ولكن إذا كان هنالك تفاوض فهو مع أمريكا والإمارات لوقف الحرب – ليس وساطة أو استهبال مثل جنيف وجدة والمنامة بل تفاوض بين المتحاربين السودان طرف وأمريكا والإمارات طرف – نسألهم في هذا الحوار بشكل مباشر لماذا تقتلونا وتدمرون بلادنا وتستجلبون لنا المرتزقة وتدفعوا بكل هذه الأموال وهذا السلاح لقتل السودانيين- ونستمع لمطالبهم ونصل لحل – هكذا تنتهي الحروب- وفي نفس الوقت نستمر في القتال والتجهيز للدفاع عن بلادنا وتحريرها – على فكرة لم يعد هنالك شيء اسمه الدعم السريع ولا أسرة دقلو بعد الان.. هؤلاء من الماضي – نحن الان نتحدث عن الحاضر ..

-أرجعوا للمواقف الأمريكية خلال الفترة الماضية- أمريكا أصرت على منبر جنيف وفشلت في جر الحكومة السودانية له، ثم لجأت لزيادة الدعم العسكري واللوجستي عبر خادمتها المطيعة إمارات الشر – معلوم للجميع تدفق السلاح الكبير خلال الثلاثة أشهر الماضية عبر الكاميرون وتشاد- وبعدها بدء مبعوثها للسودان توم بريليو بالتهديد ثم الترغيب – مرة بإرسال قوات أفريقية للسودان- ومرة بمسلسل رفع العقوبات عن السودان- ومرة بالحديث عن زيارة له مع مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية لبورتسودان في الأيام القادمة ولكن هذه المرة ( دون شرط مقابلة المسؤولين السودانيين في المطار) يبدو أن الأمن في السودان قد تحسن!!

-في الجهة الأخرى أنظروا لتحولات الإمارات- صمتت الإمارات طوال الفترة السابقة عن الاتهامات والهجوم السوداني الرسمي عليها وعلى دورها في الحرب – وكانت تستمر في دعمها للمليشيا متجاهلة الهجوم الرسمي السوداني- ولكنها فجأة صرخت !!

تُرى لماذا صرخت الإمارات فجأة!! الجيش السوداني قصف مطار نيالا نهاية الشهر الماضي عندما كانت تُجرى فيه بعض الصيانة لاستخدامه لعمليات المليشيا – افرغ فيه نسور الجو السوداني عشرة براميل حارقة- بعدها بيوم نعت الإمارات بعض جنودها الذين قضوا أثناء أداء واجبهم- بحسب البيان الإماراتي- لم يعرف أحد أين قُتل الجنود الإماراتيين هل داخل الدولة ام خارجها!! بعد ذلك بثلاثة أيام أخرجت الإمارات بيان شديد اللهجة قالت فيه أن الطيران السوداني قصف منزل السفير الإماراتي بالخرطوم!!

تخيلوا منزل السفير الإماراتي في الخرطوم الذي لا يوجد فيه أحد منذ عام ونصف بعد أن احتله الجنجويد بل قتلوا فيه مالكه الشهيد جمال زمقان، ولم تنطق الإمارات بكلمة وقتها!!

ولكن الخارجية السودانية أوضحت كذب الإمارات بالدليل عن عدم قصف المنزل الفارغ والمحتل من الجنجويد .. إذا لماذا هذا الصراخ المفاجيء من الإمارات على منزل فارغ لا تملكه ولا تدفع أجرته حتى منذ أكثر من عام ولم يقصفه الجيش أصلاً!! ولكن المؤكد أن طيران الجيش قصف مطار نيالا بدقة شديدة – هل كانت تقصد الإمارات منزل السفير بحي المجاهدين ام تقصد منزل له بحي المطار نيالا وهل للإمارات بعثة أوغيرها في نيالا !! ولكن ما الذي حدث للإمارات في نيالا!! أظن لا شيء!! إذا لماذا هذا الصراخ وتحريض الدول الخليجية والعربية على السودان بقصفه لمنزل السفير .. إذا كانت الإمارات تصرخ على (عفشها) المهجور في المنزل المستأجر فمن الممكن أن تعوضها الحكومة السودانية وتشتري لها أثاث تركي أو ماليزي بدلا عن المفقود!!

-عليه أنا مع الحوار والتفاوض مع أمريكا والإمارات ليوقفوا حربهم علينا بشكل مباشر- لا يوجد شيء إسمه وسيط أمريكي أو إماراتي- القاتل ليس طرف هذا سخف – مرحبا بالحوار الأمريكي الإماراتي مع السودان لوقف عدوان الدولتين علينا .. وليستمر الشعب السوداني وجيشه في معارك الكرامة حتى النهاية والنصر قادم بإذن الله.

محمد أبوزيد كروم

Exit mobile version