رأي ومقالات

🔴 ماتت ديسمبر، ومات القحاتة، ومن قبلهم مات الكيزان

حقو الناس توسع صدرها لي نقد ديسمبر، دا الكلام البودي قدام أكتر من الشعارات و الكواريك، أكرر مجدداً إنو ديسمبر ماتت و شبعت موت.
و فكرة إنو ماف تطابق بين قحت و بين الثورة دي بديهية من البديهيات و قلناها مراراً في الصفحة دي من 2019، و معظم الأشخاص اللي حالياً بحاولوا يذكرونا بالبديهية دي؛ لمن كنا بنقولنا ليهم زمان كان بقولوا لينا شقاقين صف و نحن تجمع المهنيين يمثلني و كان مت يغسلني ..الخ .. ياهو غرق عاطفي شعاراتي في لحظة نبيلة أيوا، لكن ما تسمح ليها تسجنك و تمنعك التفكير النقدي.
إذا نحن بنتكلم عن الثورة كمواكب و هتافات و مظاهرات فهي استنفدت أغراضها من قبل الحرب حتى؛ و ما عادت شغالة .. و ربما تحتاج سنين طويلة عشان تشتغل تاني بنفس زخم ديسمبر و أبريل.
إذا نحن بنتكلم عن الثورة كأفكار متعلقة بالعدالة و الحرية و التنمية و رفض الظلم و الاستبداد = فدي حيّة ما بقيت الشعوب الحرة، و دي ما دايرة ليها درس عصر .. فالثورات هي أدوات/وسائل تنقدح في لحظة تاريخية وفق شروط معينة لتحقيق الغايات دي ..و فعلا ديسمبر امتداد لأبريل 85 ولمايو 64 .. لكن شنو الدروس، شنو الغلطات و هكذا.
الكلام عن انو الثورة مستمرة، و ديسمبر ماضية لي غاياتها و قد نَفَت خبثها .. دا كلام جميل أيوا، لكن يعني عملياً كدا على أرض الواقع مقصود بيو شنو ؟ .. و مطلوب مننا شنو حالياً يعني.
بعدين حقو الثوار – و انا بعتبر نفسي من ناس ديسمبر – ما يفترضوا في نفسهم الوعي المُطلَق و الفرادة و التميز … لأنو نحن نفسنا القلنا ما ضروري نجهز بديل و الثورة كفيلة تنتج ناسها القلبهم على البلد ..و جو القحاتة عادي، لا لشيء إلا لبغضنا للكيزان.
قلنا نحن كفيلين نقوّمهم و نعدّل مشيهم كان حادوا عن أهداف ثورتنا النبيلة = حصلت أكبر فوضى في تاريخ الفترات الانتقالية في البلد … قلنا حننجز مجتمع مدني يراقب و يرعى الثورة، و ما عملنا شي … اتفرجنا في القحاتة و هم بعرقلوا كل اهداف الثورة، و عادي ولا شي حصل، قاعدين اكتر من سنة لحدي ما اعتصمنا عشان نقدر نطلع نفرين من سجون القحاتة..لا مجلس تشريعي، لا محكمة دستورية لا نقابات حرة .. سرقوا الثورة قدام عينّا .. بس لأنو مشروعنا ما عندنا مشروع غير بغضنا للكيزان و دا البُعبع اللي القحاتة استثمروه كويس .. و حالياً لمن كوز معتوه طلّع فيديو غبي، جو كلهم يستثمروا من جديد في بعبع الكيزان و يهتفوا و يعتلوا ظهر الميديا و لا كأنهم جناح سياسي للجنجويد.
أها أسي لو التريند دا كلو عشان في “كوز هبش الثورة ” .. يبقى لسه ماف شي بحركنا إلا بُعبع الكيزان ..و ياهو كالعادة القحاتة جناح الجنجويد اتدسوا في نص الحشود، و عايزين يعيدوا تسويق نفسهم .. إذا كل مرة انت بتكون حصان طروادة بتاع القحاتة و ما بتتعلم من غلطك فإنت ما ثائر انت غبي أو صاحب غرض.
من كان يعبد ديسمبر فإن ديسمبر قد ماتت، و من كان ينشُد مُثُلها و غاياتها = فهي موجودة و قائمة و تحتاج عمل جماعي و تفكير و أفق جديد ..ماتت ديسمبر، و مات القحاتة، و من قبلهم مات الكيزان .. دي كلها حِقَب تاريخية استنفدت أغراضها و الفيها اتعرفت … أقلبوا الصفحة.

Ali Abuidress
علي ابو ادريس