الصول أحمد محمد أحمد إدريس .. كيف أنقذت اللغة النوبية الجنود المصريين في حرب أكتوبر 1973؟
في قلب تاريخ مصر العسكري، يبرز اسم الصول أحمد محمد أحمد إدريس، الابن الشجاع للنوبة، الذي برهن على عزيمته وإبداعه خلال حرب أكتوبر المجيدة، تحوّل هذا الجندي النوبي إلى رمز من رموز الشجاعة والذكاء العسكري، بفضل فكرته البارعة في استخدام اللغة النوبية كشفرة سرية للتواصل بين القوات المصرية.
من خلال تدريب وتوجيهات الصول إدريس، تحوّلت اللغة النوبية إلى سلاح حاسم خلف خطوط العدو، حيث أثبتت فعاليتها في تبادل المعلومات وضمان سير العمليات الحربية بنجاح، برزت عبارات مشفرة كـ”أوشريا” و”ساع آوي” كرموز لتوجيهات حيوية، تمثل الإرث العسكري الذي خلّدته أفواه التاريخ.
الصول أحمد محمد أحمد إدريس، الذي ينتمي لأهل النوبة، كرس حياته لخدمة بلاده وشعبه. دخل عالم الجيش كعسكري متطوع في عام 1954، حيث شهد العديد من الصراعات والحروب التي مرت بها مصر. خلال فترة تواجده في سيناء منذ عام 1957 وحتى حرب اليمن وما بعدها، أثار إعجاب العديد من رفاقه بفكرته البارعة.
فكانت فكرة شفرة اللغة النوبية التي أبهرت الجميع خلال حرب أكتوبر المجيدة. بدأ الصول إدريس باستخدام اللغة النوبية كوسيلة للتواصل السري بين القوات المصرية، حيث كانت هذه اللغة لا تُكتب ولا يعرفها سوى أهل النوبة. هذا الاختراق اللغوي كان حاسمًا في عمليات الاتصال والتنسيق خلال الحرب.
أحاط الصول إدريس الرئيس السادات بفكرته، التي وافق عليها على الفور. وبتوجيهاته، تم تدريب مجموعة من الجنود النوبيين لاستخدام اللغة كشفرة، وتم إرسالهم خلف الخطوط العدو لتبادل الرسائل والمعلومات بشكل سري.
رغم أهمية هذه الشفرة في النجاحات العسكرية، حفظ الصول إدريس السر بكفاءة، حيث لم يكشف عنه حتى عام 1994، حيث كانت تُستخدم لإرسال البيانات السرية بين القيادات. وكلمة “أوشريا” وجملة “ساع آوي” باتت رموزًا مشفرة تشير إلى تعليمات حاسمة خلال العمليات الحربية.
رحل الصول أحمد إدريس عن عالمنا في سن 84 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا كبيرًا في تاريخ مصر ودورا كبيرا في نجاحات حرب أكتوبر المجيدة، والتي تحتفل بها مصر والعرب سنويًا لإحياء ذكراها الباسلة.
رنا أشرف – صدى البلد