فواتير الخيانة: حان وقت السداد

الدعاية المكثفة والأكاذيب التي ينشرها البعض عن إعدامات مشتبه بهم ب الخيانة الوطنية لا تعكس اهتماماً مفاجئاً لهذا البعض بالعدالة وحقوق الإنسان، وإنما هي تعبير عن هلع من دفع ثمن المواقف المخزية التي اتخذوها، وهو ثمن واجب ومستحق.

إننا نطالب بتوفير الأمن والعدل للجميع بمن فيهم الخونة الصغار الذين كانوا يقودون جنود التمرد نحو منازل الأفراد، والخونة الكبار الذين قادوا الدول الأجنبية والأعداء نحو بلادهم.

ينبغي أن يخضعوا جميعاً لمحاكمات عادلة ونزيهة لا تنتهك حقوقهم ولا تنتقص من شروط العدالة.

صحيح أن الخيانة والعمالة للأجنبي أخرجت الكثير من العناصر الوضيعة من دوائر التسول والتملق والبطالة، ولكنها في المقابل دمرت حياة الملايين من أفراد الشعب الذين خسروا أرواحهم وأحباءهم وممتلكاتهم ودورهم وأعمالهم ودراستهم وكرامتهم وتحولوا إلى مشردين ونازحين وأهل صفة.

بينما كان الشرفاء من السودانيين يعانون وتهدر دماءهم وحقوقهم، كان الخونة وأتباعهم يتلذذون برؤيتهم كذلك، ويهتفون بهستيريا إنهم #سيصرخون، وما دروا أن من يصرخ أخيراً يصرخ كثيراً.

حذرناهم كثيراً ونصحناهم لكن اختاروا اغماض أعينهم وصم آذانهم عما كنا نكتب ونقول ونكرر، وفاتهم أن يعوا الدرس مجاناً، وضاعت منهم فرصة تصحيح مواقفهم.

العدل يقول إنه ينبغي على مرتكب جرم الخيانة أن يدفع الثمن كاملاً غير منقوص، لكن الشرط الأساسي أن يتم ذلك بالحق (وبالقانون).
#فواتير_الخيانة

محمد عثمان إبراهيم

Exit mobile version