رأي ومقالات

معتصم اقرع: أعترف، أنا بليد

أعترف، أنا بليد:
أكتشفت أني أبلد زول في العالم. عارضت نظام الإنقاذ ثلاثين عاما بالتمام والكمال وحرمت نفسي من العودة للبلد سبعة عشر عاما من خوف.

ولكن للامانة حين قررت أن أزور السودان كل عام لم يضايقني نظام البشير إطلاقا لا في دخول ولا في خروج ولا في أي إجراء حكومي رغم سلاطة لساني داخل وخارج السودان المدونة عند أجهزة أمنه الاخطبوطية.

ولم يكن هذا الإمتياز حصريا إذ عم جميع المغتربين المعارضين تقريبا، بالذات مع بدايات الألفية. وحتي المعارضين من الداخل، كانوا يسافرون عبر مطار الخرطوم في رحلات ممولة من منظمات أجنبية، ليشتموا النظام في محافل حقوق الانسان الخارجية ثم يعودون عبر مطار البشير ليمارسوا حياتهم العادية وكنا نكرمهم ما أستطعنا حين ياتوا لشتم النظام بتكاليف مدفوعة من أجانب. هذه حقائق علي أهميتها لا تعني أن النظام كان لينا أو مراعيا لحقوق الإنسان.

وبلغت معارضتي درجة القول بان البشير حين ذهب إلي الحج قد رجمه الشيطان ولم يحدث العكس. هكذا عارضت النظام حينما ملك الكيزان سيف المعز وذهبه.

ولكن من بلادتي الغير مسبوقة قراري بان أتحول إلي كوز بعد أن سقط البشير وفقد السيف والذهب وصعد إلي السلطة خصومه الذين أكرمناهم سابقا وصار الكيزان مطاردين ومستهدفين من الاستكبار بما في ذلك إستهداف من جماعات تقتل ولا يرمش لها جفن.
وأتي أطرف تفسير لبلادتى من كاتب استنارة كثيرا ما قابلني في رحلاته الممولة لشتم نظام البشير. قال هذا الكاتب أن تحولي يمكن تفسيره باني أطمع في وظيفة كبيرة بعد أن يعود الكيزان للسلطة بعد الحرب ولكن ورعه منعه من تحديد الوظيفة: سفير أم وزير أم حامل إبريق مستنير؟

المهم، إما أنا بليد وصرت كوزا في الزمن الخطأ أو أن كبار كتاب تقدم الذين عمدونى كوزا قوم فاجرون في الخصومة والوقاحة والجرأة علي الحق بلا حياء. وشارك في الفجور من يعرفون الحقيقة ولكنهم سكتوا علي كذب كتابهم. ومن يكذب ويعرف أنه يكذب ويردد الكذب إنسان لا يؤتمن علي شوال دقيق دع عنك وعي أمة ومصيرها.

بالنسبة للمعلقين المحتملين من فاقدي القدرة علي فهم النصوص، هذا البوست ليست دفاعا عن الذات فانا لا أخشي التهم ولا أحتاج لصوتك في إنتخابات قادمة ولا أحلم بوظيفة سودانية غير عمل مجاني بلا أجر. غرض النص كشف وتعرية جماعات فاجرة، كاذبة ما زالت تحلم بتزييف وعي المواطن بما يمهد لصعودها إلي قمة السلطة محمولة علي أكتاف الخارج وبنادق الجنجويد المنتصبة في إستعداد دائم للإغتصاب.

* منعا لعسر التفسير بحسن نية أو غيره لاحظ أن هذا بوست لا ينفي سوء نظام البشير ويقول كنت ضد نظام البشير من مهده إلي لحده ويفضح الفجور والكذب من قبل كتاب الحلف الجنجويدى.

معتصم اقرع