بعض عناصر المليشيا اتجهوا لبيع سلاحهم ومقتنياتهم، ويبحثون عن المخرج الآمن

بالمختصر ..
هزت التحركات الهجومية التي بدأها الجيش منذ فجر الخميس الماضي ولا تزال أرض العاصمة الخرطوم تحت أقدام مليشيات الدعم السريع، بالإضافة للخسائر الكبيرة في صفوفها، قطعت تلك التحركات المتزامنة خطوط الإمداد عن قوات المليشيا بوسط الخرطوم، ويمكننا القول أن هناك حصار تزداد خنقته مع مرور كل ساعة زمن لعناصر المليشيا المتحصنة بالقصر الجمهوري وعمارات السوق العربي، كما أن الإنفتاحات لقوات سلاح الذخيرة ومدرعات الشجرة جنوبا من شأنه أيضا أن يضغط على قوات المليشيا المنهكة بجنوب الخرطوم، وفيما يلي الخرطوم بحري فلا تزال القوات تتقدم بثبات لإكمال المرحلة الأولى من مهمتها بنظافة المدينة .. وهذه كلها مؤشرات على أن الجيش استعاد زمام المبادرة بقوة وبإمكانه إنجاز خطته المعدة بتطهير العاصمة الخرطوم في أقل من الوقت المحدد لإكمالها ..

وإن تم ذلك وفقا لما خططت له قيادة القوات المسلحة، فإنه ستتبعه انهيارات لقوات المليشيا في ولايات الوسط، لا سيما وأن تلك القوات الآن في أضعف حالاتها وتعاني نقصا حادا في المؤن الغذائية والوقود ونقص في الذخائر بعد انقطاع خطوط امدادها، وبحسب إفادات من مناطق متفرقة من سنار وجنوب الجزيرة فإن عناصر المليشيا باتت هائمة على وجوهها، فليس هناك ما يُنهب، وطرق الرجعة مؤصدة.

و بالضرورة أن ما يحدث من ضغط على المليشيا في الخرطوم، ينعكس سلبا على المليشيات التي تقاتل بجانبها وسط البلاد، مثل قوات كيكل في شرق الجزيرة وبقايا قوات البيشي في سنار، فما يجري في الخرطوم جعل التركيز ينصب هناك، فإن فقدت المليشيا الخرطوم فقدت كل شيء، لذلك ليس مهما بالنسبة لها نجدة كيكل أو فزع قواتها المشترين في مدن وأرياف سنار بقدر أهمية إنقاذ ما تبقى من قوات النخبة التي تضيق بهم أرض العاصمة.

يحكي محدثي من تمبول أنه رأى بعيد محاولة كيكل الفاشلة بمحور الفاو قوات المليشيا وهي تسعف جرحاها بـ(التركتورات والترلات) إلى مستشفيات رفاعة والحصاحيصا، كما يحدثني آخر من السلوكي بسنار كيف أن بعض عناصر المليشيا اتجهوا لبيع سلاحهم ومقتنياتهم، ويبحثون عن المخرج الآمن.

طارق عثمان

Exit mobile version