قد يتساءل شخص لماذا لم يتقدم الجيش هذه التقدمات منذ بداية الحرب ؟
قد يتساءل شخص لماذا لم يتقدم الجيش هذه التقدمات منذ بداية الحرب ؟
أولا لازم نعرف انو يا أخوانا الحرب دي مرت بمراحل
في بداية الحرب أول اسبوعين تقريبا الحرب دي كان اتحسمت لصالح الجيش فعليا
و لو بتتذكرو كان في كمية من حالات الهروب لمن تبقى من الجنجا و كان الاشتباكات والضرب شبه اتوقف وفعلا ياسر العطا لمن قال أسبوع أسبوعين كان الباقي تشاطيب بس
و ذلك أن الجيش دمر معسكرات الجنجا كلها قدر يقطع سبل التواصل بين العدو
وقدر يدمر القوة الصلبة التي جمعت للهجوم على القيادة بفضل الله عزوجل يوم ١٥ أبريل
بعداك العدو غير خطتو طوالي
وللأسف أدخل المواطن في الحسابات العسكرية
المعركة التي كانت بين الجيش والدعم اتحسمت في أول أيامها لصالح الجيش لكن العدو استخدم خطة خبيثة بإشراك المواطن في المعركة مما زادها تعقيدا
أدخل المواطن بأن تم نهب كل العربات التي قد تصلح لتكون عربات قتالية وغيرها لتعويض الخسارة الكبيرة في العربات القتالية
تم طرد المواطنين الذين يسكنون في بيوت عالية وتصلح للقناص
دخلوا في الأحياء واختلطوا مع المواطنين لجعل المواطن درعا بشريا لهم
ثم بعد ذلك عوضوا معسكراتهم بالانتشار في بيوت المواطنين وتحويل المرافق المدنية لثكنات عسكرية كالمستشفيات و الأندية و الشركات و المؤسسات
و عوضوا التموين بالمصانع و البقالات وممتلكات المواطنين
وعوضوا الخسارة البشرية الكبيرة التي حصلت لهم في أول أيام بالمساجين و أصحاب السجل الإجرامي وضعفاء النفوس
و ساعدهم أكثر في ذلك و مما جعل الحرب تزيد تعقيدا موضوع الهدن التي تمت بمنبر جدة
وهنا ظهر الدعم السخي لدويلة الشر للميليشيا ودخول المسيرات و الصواريخ و الأسلحة المختلفة
وظهر موضوع الاستنفار بصورة أكبر فهناك دعم غير محدود من الدويلة بالأموال و بكل شيء مما جعل موضوع الاستنفار لضعفاء النفوس مغريا للقتال في صفوف الميليشيا
وبدأوا بالهجوم على المواقع العسكرية غير ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى
كالدفاع الجوي في ٦١ و ما كان إلا عبارة عن مكاتب إدارية و كذلك اليرموك وغيرهم
و الجيش كان يدرك تماما أن الدخول في معركة مفتوحة مع هؤلاء المرتزقة يعني فناء الجيش و فناء الدولة السودانية
لأنك ستواجه عدوا هو أكثر منك عددا بمراحل و بفارق كبير و هو أفضل تسليحا منك
فما كان من الجيش إلا أن تحصن في بعض المعسكرات ذات الأهمية الاستراتيجية الكبري زي المدرعات سلاح الاشارة سلاح المهندسين وسلاح الأسلحة (الكدرو) و حطاب ومعسكر سركاب ومن قبل القيادة العامة
وتلقى الجيش مئات الهجمات بآلاف الآلف من المرتزقة
وبفضل الله تعالى تصدى لها بكل قوة
وفي قاعدة معروفة عند العساكر
أن المهاجم في رحمة المدافع
وقد آتت هذه القاعدة ثمارها فعشرات الآلف من الهلكى كانوا على أسوار هذه المعسكرات
ومع ذلك كان الجيش يهجم بالطيران و المدفعية الثقيلة و المسيرات مراكز القوة عند العدو
ومع ذلك كان الجيش كل يوم يخرج الدفعات الجديدة من الضباط والعساكر و المستنفرين وتهيئتهم لساعة الصفر لكل محور
مع ترتيب الصفوف وتوحيد الجبهة الداخلية
وهنا الشكر واجب لقيادة الجيش إذ كان لها فضل كبير في توحيد الجبهة الداخلية بعد فضل الله عزوجل
فالحركات المسلحة و الإسلاميين وغيرهم من الشرفاء كلهم توحدوا تحت راية القوات المسلحة و قبل ذلك الحفاظ على الجيش من التفكفك و الانهيار
كانت هذه خطة الجيش
خطة استنزافية للعدو
بصد هجماته المتتابعة التي في كل مرة يموت فيها المئات من العدو
مع الاستهداف المستمر للكتلة الصلبة للعدو
و بالطبع لن ننكر أن الجيش تعرض لبعض الهزائم في بعض المحاور لكن بالعموم غالب المعسكرات وغالب المدن هي في يد الجيش بفضل الله و مع ذلك الخطة التي وضعها الجيش لنفسه كل يوم تزهر و تثمر
وكلما ضعف محور للعدو خرج الجيش وهجم كما حدث في أمدرمان وتحرير الجزء الأكبر منها بفضل الله عزوجل
بعد صد عشرات الهجمات على السلاح الطبي و سلاح المهندسين خرج الجيش بفضل الله منتشرا منتصرا
وكما حدث في هذه الأيام في محور بحري و محور المقرن ومحور المدرعات
وقريبا كل المحاور ستنهار فيها قوات الميليشيا و سيخرج الجيش للتنظيف و القضاء على الجيوب المتمردة المتبقية
في الأبيض وبابنوسة و الفاشر و الجزيرة و من ثم فرض السيطرة الكاملة بإذن الله
نصر من الله وفتح قريب
مصطفى ميرغني