وتلك الأيام : امامنا اشواط

وتلك الأيام : امامنا اشواط..
فى مثل هذه الأيام من العام الماضي ، كان الحال مختلفا فى بلادنا وعاصمتنا ، وفى المواقع العسكرية المهمة ، ونقصد هنا القيادة العامة وسلاح الاشارة والمدرعات والمهندسين وكبري الحلفايا ناحية كرري ، كان كل شىء بحساب الدقائق والثواني ، والجميع فى حالة ترقب هجوم أو الحذر من التدوين الكثيف..
قال احد العسكريين المرابطين فى القيادة العامة (كنا وعلى مدار 15 يوما ، نقابل القذائف فى يوم والهجوم والاشتباك فى اليوم الثاني ، واحصينا فى يوم واحد أكثر من 400 دانة وقذيفة) ، وبفضل الله ثم ثبات وشجاعة الرجال صمدوا وحافظوا على مواقعهم ، وامتصوا اندفاعات الرعاع البربرية المتوحشة ، واستنزفوا قدراتهم خطوة واخري..
وبعد عام من ذلك الحال ، اصبحت المهندسين احد المراكز المتقدمة للقيادة العسكرية ، وانفتحت الدروع إلى اللاماب وتقدمت للامام والتقى جيش كررى مع الكدرو وعززوا صفهم فى مناطق بحرى ، وتحولت المليشيا من حالة الهجوم للدفاع من ارتكازات وشواهق المباني وبعض فزع من جنوب الخرطوم وشرق النيل وقوتها تتراجع وتتآكل ، وزخم معركة الجيش واسناده يتصاعد بحمد الله..
انشرحت اسارير الشعب السوداني الذى يتابع بقلق تفاصيل المشهد طيلة 18 شهرا ، وهو يعايش تحولات الحال وامتلات الشوارع بالافراح والهتاف والزغاريد .. ذلك الفضل من الله..
قال تعالى ((وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)(140 آل عمران)
قال أبو جعفر: يعني أيام بدر وأحُد..
إنها لحظة عبور وتفاعلات كبري وبداية لمرحلة جديدة تتطلب ذات العزم وذات الإرادة ، فما زال فى المليشيا رمق وما زال عند داعميها عشم وما زال عند الحاضنة السياسية تقدم طشاش وغبينة ، علينا أن نعزز شوكتنا ونوحد كلمتنا ونجدد عزمنا ونحزم امرنا ، أمام الوطن اشواط كثيرة.. هلموا..
حيا الله الجميع وحفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على

Exit mobile version