منوعات

قوات الجيش تتحرك نحو الخرطوم ونحو الجنينة في نفس الوقت

ظهر واضحا تفوق عقل الكلية الحربية على عقل المليشيا. الجيش تأخر كثيرا في الهجوم لأنه كان يعد العدة لهجوم شامل في كل المحاور في نفس الوقت أو على الأقل في عدد منها بشكل متزامن تقريبا. هنا تصاب المليشيا بالشلل.

كنا نرى أن الاستعداد اكتمل هنا وهناك ونتساءل بضيق ماذا ينتظر الجيش ليهجم؟
الجيش كان ينتظر اكتمال التجهيزات في بقية المحاور.

هذا هو معنى امتلاك الصورة الكلية. الجيش ينظر إلى المعركة بشكل كلي شامل ويعد لها على هذا الأساس. ولكن أي مراقب آخر ينظر من موقعه المحدود؛ نحن نتكلم عن محور مدني وسنار أو محور أم درمان ونقول لماذا كل هذا الانتظار والتأخير؟

ولكن عندما بدأ الجيش الهجوم الفعلي رأينا القوات تتحرك نحو الخرطوم ونحو الجنينة في نفس الوقت.

إستراتيجية المليشيا كلها قائمة على الفزع وحشد القوات للهجوم على منطقة معينة وإسقاطها ثم الانتقال إلى منطقة أخرى وهكذا، وهي قوات بطبيعتها متنقلة وسريعة الحركة. ويبدو أن الهجوم الشامل المتزامن هو الحل الأنجع لطريقة قتال المليشيا.

البعض كان يرى الحل في تكوين قوات مشابهة للمليشيا خفيفة الحركة وذاتية القيادة تطارد قوات المليشيا في كل مكان. يبدو أن الجيش قد اختار استراتيجية مختلفة تقوم على حشد كبير للقوات وتجهيزها ثم إطلاق هجوم شامل متزامن في كل المحاور في نفس الوقت ومهد لذلك باستنزاف طويل للمليشيا.

عقلية الفزع أصيبت في مقتل والمليشيا ستكون في حالة شلل تام لا تستطيع معه لا الفزع ولا الدفاع ولا الهجوم.

حليم عباس