رأي ومقالات

هكذا تدنت القيمة السوقية للعميل لان المعروض فاق الطلب

تطورت أساليب العمل الإستخباري كثيرا وصارت شديدة الخبث بدرجة يصعب تتبعها والكشف عنها. فمثلا الحكومات ومخابرات الدول لم تعد تدفع لل”متعاونين” معها مباشرة لان ذلك قد يتم الكشف عنه ما يحرج “المتعاونين”.

الان تتم الدفعيات عن طريق جمعيات ومنظمات تبدو بريئة أو محايدة، ياتيها المال من حكومة أو رجل بر، أو فاعل خير آخر لتستخدمه في توظيف “المتعاونين” – كموظفين لا وظيفة لهم، أو مستشارين لا يستشارون في شيء ، أو خبراء لا خبرة لهم، أو حتي كادر يحترف الورش يردد نفس الكليشيهات التي جازفها قبل ربع قرن-، مهمتهم المعلنة نشر قيم نبيلة منها التنمية والديمقراطية وحقوق الأقليات والسلام، أما المهمة الحقيقية فهي الدفع باجندة أخري يصعب الدفاع عنها علنا.

ومن جماليات هذا النهج أنه يعفي سيد الشي من فوائد ما بعد الخدمة لل”متعاونين” حين يتم القذف بهم في كوشة التاريخ. هكذا تدنت القيمة السوقية للعميل لان المعروض فاق الطلب.

معتصم اقرع