عالمية

انفجار مخزن أسلحة بطرابلس الليبية.. تصفية حسابات أم ضريبة فوضى المليشيات؟

رغم النداءات الأممية والمطالب العربية والمحلية بضرورة حلحلة أزمة المليشيات المسلحة، فإن تلك المعضلة ما زالت عصية على الحل، بل تزداد تعقيدًا يومًا تلو آخر.
تلك المليشيات التي اتخذت من الغرب الليبي موطنًا، تسببت في انتشار الأسلحة بالعاصمة والمناطق المتاخمة لها، دون ضابط، مما نجم عنها العديد من الحوادث، سواء المدفوعة بتوترات بين هذه العناصر المسلحة، أو كانت دون تدخل منها.
آخر تلك الحوادث، ذلك الانفجار الضخم الذي وقع داخل مخازن أسلحة إحدى المليشيات، بمنطقة تاجوراء، شرقي العاصمة الليبية طرابلس، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.
وكشفت مصادر أمنية ليبية، عن أن معسكر النعام بمنطقة تاجوراء، الخاضع لسيطرة عناصر مليشيا «رحبة الدروع»، المعروفة بكتيبة «البقرة»، نسبة لقائدها بشير خلف الله البقرة، شهد انفجارا ضخما، نتيجة لتكدس الذخائر داخله بشكل غير نظامي.
إلا أن مصادر أخرى، رجحت في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، أن يكون انفجار المخزن ناجمًا عن استهدافه من مليشيا «الشهيدة صبرية» الإسلامية المتطرفة الموالية للمفتي المعزول الصادق الغرياني، التي اختلفت واشتبكت خلال الفترة السابقة مع مليشيا «البقرة» حول النفوذ والسيطرة.
واندلعت اشتباكات خطيرة بين المليشيتين المذكورتين الشهر الماضي، عقب محاولة اغتيال بشير البقرة في منطقة الحميدية بتاجوراء، بعد محاولته بسط نفوذه على تاجوراء بالكامل وإخراج المليشيات المنافسة منها.
وتنتشر في الغرب الليبي العديد من المليشيات متعددة الولاءات، على أسس إثنية، ومناطقية، وجهوية، وقبلية، وأيديولوجية، وتتنافس فيما بينها على النفوذ. وتحدُث العديد من الاشتباكات من وقت لآخر بمختلف أنواع الأسلحة، الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، مما يخلف وراءها قتلى وجرحى من الضحايا الأبرياء وممتلكاتهم.
وتعاني ليبيا فوضى انتشار السلاح منذ عام 2011؛ نتيجة انتشار المليشيات المسلحة والمعارك المتواصلة بينها، وضعف المؤسسات الأمنية، خاصة في الغرب؛ إذ تنتشر أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة، حسبما كشف عنه تقرير للأمم المتحدة.

العين الاخبارية