رأي ومقالات

رشان اوشي: بذرة الكرامة .. حصاد الحرية-(5)

بذرة الكرامة .. حصاد الحرية-(5)..
المنقذ في لحظات الانهيار
رشان اوشي
رغم أن القوى الصناعية الكبرى في مأزق، تعيش مخاوف مظلمة، و الاقتصاد الأوروبي، يعاني من الركود منذ عام 2018، إنتاجيته لا تنمو، وتركيبته السكانية في انخفاض. هناك نقص فادح في الاستثمارات، وخوف من شلل كامل.
صحيح أن الرأسمالية في اوربا وامريكا خلقت ثروات هائلة، لكنها تسببت بفجوات مالية وإفراط في الاستدانة ، مما فتح الباب أمام ركود اقتصادي وكساد .
مع الانهيار الاقتصادي العالمي ، وبينما تعيش بلادنا حرب قضت على الأخضر واليابس ، دمرت البنى التحتية الصناعية ومعظم مقدرات الإنتاج ، ونهبت المليشيات احتياطي النقد الأجنبي من بنك السودان ، وعملات كانت مطبوعة وأخرى لم تكتمل طباعتها، خروج معظم مشروع الجزيرة ، وكل دارفور وكردفان ، إلا أن المعدن النفيس انقذ السودان من الانهيار في أشد الأوقات حلكة على الدولة .
بلغت إيرادات “الذهب” خلال الفترة من يناير حتى اغسطس /٢٠٢٤م حوالي (164.653.085.495) جنيه سوداني ، وبلغت حصائل الصادر (1.204.583.690) دولار ، ساهم إنتاج الذهب وحصائل الصادر في سد العجز الضخم في الاقتصاد السوداني والموازنة العامة ، وتحمل تكلفة الانفاق على الحرب .
نمو إنتاج الذهب وبالتالي حصائل الصادر جاء نتيجة لإجراءات حاسمة اتخذتها شركة الموارد المعدنية ، ووزارة المعادن ، تجاه مصدري الذهب والمعدنين (الشركات والاهلي) ، وتم تفعيل دور نيابة جرائم التعدين ، وبرز دور الأمن الاقتصادي خاصة بعد إجازة قانون المخابرات العامة مؤخراً.
ولا يمكن لـ”المنقذ” أن يأتي إلا من أولئك الذين يملكون معتقدات وطنية قوية ،اي بواسطة رجال لا يتعاملون مع القضايا الوطنية بطريقة ضبابية ، ،هذا ليس تهويلاً، بل توصيف لمجهودات عظيمة بذلتها الشركة السودانية للموارد المعدنية ومن ثم وزارة المعادن ،في سبيل مكافحة تهريب الذهب الذي تسبب في إهدار عائدته.
وصفة التعافي أتت من إجراءات حاسمة وقاسية اتبعتها شركة الموارد المعدنية ، طعمها مرّ، وتجرُّعها صعب على المتلاعبين بأموال الذهب ممن تسببوا في حرمان السودانيين رفاههم وحريتهم وبيئتهم.
محبتي واحترامي