رأي ومقالات

راشد عبد الرحيم: المبعوث البريطاني

اعلنت بريطانيا تعيين مبعوثا جديدا للسودان هو السيد ريتشاد كرادو .
في اول إطلالة له بين المبعوث الجديد أنه لا يعلم شيئا ذا بال عن السودان . فقد وقف في ساحة امام البرلمان البريطاني ليقدم نفسه و لم يلتفت إلي ان لبريطانيا علاقة قديمة بالسودان تقوم علي الكثير منها عبر البرلمان .

إختار ان يقدم شواهد عديدة لا تسعفه في مرامه منها انه وقف أمام تمثال المهاتما غاندي و لم يشرح دلالة ذلك عنده و عند السودانيين .
بدا مستعجلا مثل رفيقه توم بيريلو .

الأجدر بهذا الرجل ان يحسن قراءة العلاقات التاريخية المرتبطة بمهمته ليدرك ان من اهم ملامح هذا التاريخ السالف ان في ارض الخرطوم قتل ممثل بلاده غردون باشا . و في ذات القصر الذي هلك فيه صدر في التاريخ القريب قرار بطرد سفير بلاده من بلادنا .
بريطانيا لا يسعفها تاريخها لتقدم سلاما .

فهي مع السجل الإستعماري البشع هنالك المواقف المخزية و علي رأسها انها هي الدولة التي سلمت فلسطين للصهيونية .
الوقائع المعاشة تقول ان بريطانيا بالنسبة للسودان في المحافل الدولية هي ( حامل القلم ) الذي تولي كبر كل المواقف المحيطة و المقيدة للسودان في مجلس الأمن .

بدعة المبعوث هي محاولة مكشوفة للإلتفاف علي نمط التعامل الديبلوماسى الدولي المقنن بنظم و قوانين و الذي يقوم عبر السفراء و السفارات و ليس مع ( جوال ) متنقل وفرت له وظيفة .

و كما يقال اول ما ( شطح نطح ) فقد وصف الرجل ما يجري في السودان بأنه ( صراع ) لأمر معلوم انه تمرد علي الدولة .

ثم قال ان مهمته أن يسعي لتوصيل الإغاثة و التي يمنعها التمرد و القتل و ليس قلة الإنتاج و ندرة الطعام و شعبنا قدم خلال الحرب نموذجا إنسانيا فريدا بتوفير الطعام للمحتاجين عبر التكايا و الصالونات .

قد تكون علاقتنا بالولايات المتحدة مهمة لتجنب شرها و لكن بريطانيا لن تفيدنا في شئ و لا تملك لنا ضرا ما لم تكن وسيلة و غطاء لأمريكا .

راشد عبد الرحيم