بيانات ووثائق

خطاب مفتوح لفخامة الرئيس سلفاكير ميارديت

خطاب مفتوح لفخامة الرئيس سلفاكير ميارديت
التاريخ: 2 سبتمبر 2024
إلى فخامة الرئيس سلفاكير ميارديت
رئيس حمهورية جنوب السودان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أُوجه لكم هذا الخطاب، متمنياً لكم ولشعبكم الشقيق التوفيق والسداد والأمن والرفاهية والسلام، وأن يفتح الله على أيديكم أبواب الخير كله، ويأتيكم الحكمة والعزيمة على الإصلاح والرشاد والمضي قُدماً في سبيل التنمية.

يا فخامة الرئيس
لقد حملت لنا الصحف والرسائل خبراً مؤسفاً حقاً ألا وهو سرقة كل مقتنيات المتحف القومي السوداني وترحيلها بالشاحنات الى بلادكم العزيزة. هذا وقد تتبعت الإقمار الصناعية تلك الشاحنات وصوَّرتها ووثَّقت لها كما أنَّ المخابرات في البلدين لهم علم أكيد بذلك. ويا سعادة الرئيس لا يفوت على علمك ونباهتك وخبرتك أنّ هذه الآثار المنهوبة ليست إرث قومي فقط، بل هي إرثٌ إنسانيٌ حضاريٌ عريق عمره أكثر من سبعة ألف عام. ووفقاً للقانون الدولي ومناهج العلوم الإنسانية يجب المحافظة عليها ورعايتها، لأنّ الأمم تنهض بإرثها وتاريخها وتبني عليه، وهذا البناء هو مهمة الشعب والدولة في كل مكان فيه آثار عتيقة. وآثار كوش يا فخامة الرئيس وماتبعها من حضارات في المنطقة تُعتبر أقدم آثار عرفتها البشرية على الإطلاق، وبالتالي هي آثار لا تهم السودانيين وحدهم، بل هي ملك للإنسانية جمعاء من الناحية العلمية التاريخية لأنها تُحدِّث عن ميلاد الإنسانية وتاريخها، ولهذا نرجو من فخامتكم التعاون معنا في مصيبتنا لتتبع وإرجاع تلك الآثار السودانية لموطنها الإصلي ولمكانها المخصص لها في متحف السودان القومي.

يا فخامة الرئيس
إننا في مركز بحوث ثقافة وتاريخ الحضارات السودانية، وهو مركز يضم أكثر من 200 بروفيسور وباحث نتقدم لكم بالشكر الخالص من باب الحرص الشديد على أُخوَّتِكم وجِوارِكُم وتاريخِكُم المشترك معنا. وعليه، نود أن نعلمك بأننا سنتحرك بقوة وشراسة لمطاردة لصوص الآثار هؤلاء على جميع المستويات، سنطاردهم على المستوى القانوني والدبلوماسي والثقافي والإكاديمي لإرجاع تلك الآثار التي سُرقت حديثاً، وسنمضي حُقُباً لنسترد تلك التي سبق نهبها في الماضي أيام الإستقلال وتسربت لمتاحف أوروبا وغيرها من دول العالم.
يا فخامة الرئيس

إننا ندعوك سيدي الرئيس وقد كنت في يوم من الأيام الرجل الثاني في هذا البلد، وكنت مسؤولاً عن هذه الآثار مسؤولية مباشرة بحكم منصبك الرفيع فينا، وكذلك ندعو حكومتك وسائر شعب جنوب السودان الأبي معاونتنا في تتبع أولئك اللصوص الذين دخلوا بلادكم خلسة ليُقبض عليهم ويُحاكموا وتُرد منهم آثارنا التي لا يَعدِلُ ثمنها مال الدنيا أجمع.
والتحية لك مجدداً ولحكومة وشعب جنوب السودان
ونتمنى لكم التوفيق والسداد والرفاهية
محمود عثمان رزق
أمين أمانة التعاون الدولي
مركز بحوث ثقافة وتاريخ الحضارات السودانية
morizig@hotmail.com