منوعات

المبعوث المنافق توم بيرييلو: ما بين موقفه الآن وموقفه قبل 20 عامًا مضت!

قبل 20 عاما، ها هو نفسه المبعوث الأمريكي الخاص الحالي إلى السودان، توم بيرييلو، يدعم رأي وموقف ضحايا الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها مليشيات الجنجويد المجرمة في دارفور. في ذلك الوقت، فضّل الضحايا الموت على القبول بوقف إطلاق النار المهين الذي يجعلهم يتعايشون مع الجناة، وههؤلاء الجناة هم نفس ميليشيات الجنجويد التي ترتكب الآن نفس الجرائم في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك دارفور.
★★★
والآن يعمل هذا الرجل المنافق بما همة، وبالتنسيق مع ميليشيات الجنجويد، وكءلك دويلة الإمارات العربية المتحدة، والكتلة الإمبريالية الغربية، جنبًا إلى جنب مع النخب الكومبرادورية السودانية، لتحقيق عكس ما كان يدعمه هذا المنافق قبل 20 عاما.
★★★
لماذا يا ترى تغيّر موقفه 180 درجة؟
★★★
الجواب بسيط جدا! فقد كان حينها، ولا يزال إلى الآن، يعمل ضد مؤسسة الدولة الوطنية السودانية! في ذلك الوقت، قبل 20 عامًا، كانت ميليشيات الجنجويد جزءاً من نظام الكيزان برئاسة المخلوع عمر البشير، حيث كان ذلك هو النظام الذي يدير مؤسسة الدولة الوطنية في السودان جراء اختطافها لمؤسسة الدولة عبر انقلاب 1989م. والآن تغير موقف مليشيات الجنجويد وأصبحت ضد مؤسسة الدولة ذاتها عبر تمردها عليها. ولهذا السبب يعمل الآن هذا المبعوث الأمريكي المنافق بعقله ويديه وقدميه من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وهو ما يعني عملياً استصحاب ميليشيات الجنجويد في أي تسوية مستقبلية، بعد كل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي يواصلون في ارتكابها منذ 20 عاما وإلى اليوم، ثم بشكل روتيني، يومي.
★★★
أكثر من كونه نفاقاً حكومياً رسمياً، يظهر هذا المبعوث الهزيل لحكومة الولايات المتحدة، بكل أمانة ووضوح، السياسات الإمبريالية لإدارته. فالولايات المتحدة الأمريكية (ومن خلفها باقي القوى الإمبريالية الغربية) لا يهتمون بالناس ولا بقضايا حقوق الإنسان! ولا يهمهم أي موقف إنساني، سيئًا كان أم جيدًا! إنهم يريدون فقط تصفية مؤسسات الدولة الوطنية التي تشكلت فيما يعرف بدول ما بعد الاستعمار، ذلك في كلا أفريقيا والشرق الأوسط. وفي هذه المهمة الشيطانية، لا يفتقرون إلى الكومبرادورات الذين هم على استعداد لخيانة شعبهم ووطنهم والعمل كوكلاء إقليميين أو محليين، سواء بصفتهم الفردية أو المؤسسية؛ سواء كأشخاص أو حتى رؤساء دول. وهكذا يستمر تحريك الدمى! فالعار لهم جميعا!

محمد جلال هاشم
*محمد جلال هاشم*