المضادات الأرضية” أسقطت 30 مسيرةً انتحارية
“المضادات الأرضية” أسقطت 30 مسيرةً انتحارية
صمود (الفاشر).. الدلالات والمعاني..!
“الطيران” قضى على فزع إسناد الميليشيا شرق الفاشر ومليط
حاضرة شمال دارفور تعتبر حاكورة قبائل “الفور، والزغاوة والبرتي”
معركة أهل الفاشر للبقاء وقدسية الأرض .. والميليشيا تمارس الغباء التكتيكي
تقرير_ محمد جمال قندول
لايزال الجيش بالتعاون مع “القوات المشتركة” صامدًا في وجه التمرد الذي يسعى بقوة لإسقاط الفاشر، وأسقطت المضادات الأرضية أمس الأول (الأحد) ٣٠ مسيرةً انتحاريةً دون خسائر.
وقصة صمود فاشر السلطان لها حكاياتٍ وروايات، إذ أنّ “القوات المشتركة” تتقدم بشكلٍ يومي للقضاء على الميليشيا المتمردة التي أجمع الخبراء العسكريين والاستراتيجيين على أنها ستكون نقطةً مفصليةً ليس في تحرير الفاشر وحدها وإنما بولايات دارفور وعموم السودان.
المحور الشمالي
وألحق سلاح الطيران خسائرًا بالتمرد أمس الاثنين وأمس الأول، حيث قضى على “فزعٍ” كان يستهدف إسناد الميليشيا شرق الفاشر ومدينة مليط 65 كيلومترًا شمال عاصمة شمال دارفور.
وتتمركز ميليشيات الدعم السريع فى مناطق “مليط، والكومة وكبكابية”، فيما يستحوذُ الجيش والقوات المشتركة على باقي المنطقة.
وجرى اشتباكٌ مباشر بين المشتركة والميليشيا في معركة استمرت منذ مساء السبت الماضي وحتى صباح الأحد، حيث تم دحر التمرد وإلحاقه خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وشهدت تحركات الجيش والمشتركة خلال الأسبوع الماضي انفتاحًا وتقدمًا في المحور الشمالي وتحديدًا من منطقة “المثلث” حتى “وادي هور”.
وكشفت مصادر عسكرية بأنّ الأوضاع في الفاشر جيدةً جدًا بالنسبة للقوات المسلحة والمشتركة مع توقعات بأن تشهد الفترة المقبلة انفتاحًا كبيرًا في سير العمليات وتحرير جميع أجزاء عاصمة شمال دارفور مرورًا بدحر مرتزقة الميليشيا وتحرير جميع ولايات دارفور.
غباء الميليشيا
ويقول المحلل السياسي د. الرشيد محمد إبراهيم الخبير الاستراتيجي: إنّ صمود الفاشر له أكثر من دلالةٍ ومعنىً، حيث أنه نتاجٌ طبيعي لاستراتيجية الجيش التي قضت بانسحاب الفرق العسكرية في كل من “الجنينة، ونيالا، وزالنجي والضعين”. ويسترسل إبراهيم في معرض التعليق على الأوضاع، حيث يرى بأنّ صمود أهل فاشر السلطان تمليه عدة أسباب موضوعية أهمها: أنّ معركتهم معركة بقاء ومصير بالإضافة لقدسية الأرض، مشيرًا إلى أنّ هنالك غباءً تكتيكيًا من الميليشيا أغلق عليهم المنافذ حسبما يجري على أرض المعارك، بينما استمات أهل الفاشر في الدفاع عن مدينتهم لأنهم اختاروا أن يكونوا قيادةً وقدوةً ونموذجًا يُحتذى.
ويشير محدّثي إلى أنّ واحدةً من أسباب الثبات أيضًا أنّ أهالي ومواطني شمال دافور شاهدوا مصير من يهن ويتساهل مع الميليشيا، وليس ببعيدٍ المذابح التي جرت لقبيلة المساليت في الجنينة “دارندوكا” وهو ما استفاد منه أهل الفاشر واختاروا المواجهة والصمود حتى لا يتعرضوا للإبادة الجماعية.
مسألة الحواكير
بالمقابل، يرى الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء د. أمين مجذوب أنّ معركة الفاشر معركةً كبيرةً وحاسمة، وذلك لخصوصية المدينة نفسها كعاصمة لإقليم دارفور، فضلًا عن وجود تداخل بمسألة “الحواكير” لجهة أنّ حاضرة شمال دارفور تعتبر حاكورة قبائل “الفور، والزغاوة والبرتي”، وبالتالي وجود الأُسر والأهالي بمدينة الفاشر دافعٌ إضافي للصمود والدفاع عن الفاشر، وكذلك معنىً لتحقيق الانتصار على ميليشيا الدعم السريع.
وتوقع مجذوب أن تكون الفاشر نقطة انطلاقة تحرير دارفور بأكملها خاصةً وأنّ كل القبائل تضررت من التمرد، وبالتالي الهدف الذي يجمعها واحد، فيما لا توجد أي حاضنة تؤيد الميليشيا خاصة بعد الانتهاكات الأخيرة بمدن دارفور والولايات الأخرى.