رأي ومقالات

حرب السودان : حقائق غير قابلة للنفي (2)

والحرب على بلادنا تقارب إكمال شهرها السابع عشر منذ إندلاعها في الخامس عشر من شهر أبريل 2023 ، فإن هنالك حقائق تتعلق بها بات يعلمها الجميع و أصبحت غير قابلة للنفي !!
أوردها هنا من باب التوثيق و إنعاش الذاكرة ( لكي لا ننسى) :
– الإمارات و على الرغم من أن لها أجندتها الخاصة من وراء إشعال حرب السودان و المتمثلة في (السيطرة على الموانئ السودانية ، السيطرة على الذهب ، السيطرة على منطقة الفشقة التي تصنف من أخصب و أغنى الأراضي الزراعية في العالم) ، يضاف إلى ذلك هدف رئيسي جندت الإمارات نفسها و أموالها لخدمته و هو :
محاربة ( الإسلاميين) في السودان و حيثما وجدوا و لقد رأينا ذلك في ليبيا ، اليمن ، الصومال و في أي منطقة يوجد لهم فيها تأثير على إمتداد الإقليم !!
و على الرغم من ذلك فإن الإمارات تعتبر (وكيل مفوض) لخدمة أجندة (ا ل ص ه ي و ما س و ن ي ة) !!
ـ بعد فشل خطة الإنقلاب العسكري و التي كانت تعتمد على إعتقال أو قتل قادة الجيش (البرهان ـ الكباشي ـ العطا ـ جابر) و هو ما يعرف بنظرية ( قطع رأس الحية) و من ثم إستمالة قادة آخرين يعلنون إنحيازهم و ولاءهم و ولاء وحداتهم العسكرية للإنقلاب !! إنتقلت المليشيا إلى المرحلة التالية و هي الهجوم بكثافة على الفرق و الوحدات العسكرية في العاصمة و ولايات دارفور و كردفان و من ثم الإنتقال إلى بقية الولايات بغرض الإستيلاء عليها و بسط هيمنة الإنقلابيين على البلاد !!
و لقد شهدنا مئات الهجمات التي تعرضت لها (القيادة العامة – المدرعات – الإشارة ـ سلاح الأسلحة الكدرو – و غيرها) و مئات الهجمات المماثلة على قيادات الفرق العسكرية في نيالا ، الأبيض ، بابنوسة ، الفاشر و غيرها !!
ـ محاولة الإنقلاب سبقتها محاولة الإستيلاء على المطارات و القواعد العسكرية المنتشرة في أنحاء البلاد (على طريقة حفتر الذي بدأ حربه على الحكومة الشرعية الليبية المعترف بها دولياً بالاستيلاء على قاعدة بنينة العسكرية و مطار بنغازي في الشرق ثم انتقل إلى قاعدة الوطية وسط ليبيا) ، و قد بدأت المليشيا محاولاتها صبيحة 12 أبريل بالاستيلاء على مطار مروي الذي تم تحريره لاحقاً ، و كانت تهدف بذلك إلى إستلام الطائرات الحربية و من ثم إستخدامها بواسطة الطيارين الذين دربتهم في اثيوبيا مع الإستعانة بخبراء أجانب ، أو في الحد الأدنى تحييد سلاح الجو ، و كذلك ضمان تدفق الدعم و الإمدادات بالسرعة المطلوبة من الإمارات و بقية الداعمين عبر هذه المطارات و لكن بفضل من الله و صمود و بسالة قواتنا المسلحة و القوى المساندة لها فشلت الخطة !!
ـ بعد فشل خطة إسقاط الوحدات العسكرية في العاصمة و الأبيض و بقية الولايات و نجاحها المحدود في الجنينة ، نيالا ، زالنجي و لاحقاً في مدني و سنجة !! و بعد الضربات القوية التي تلقتها معسكراتها و قواتها في الأسابيع الأولى للحرب إنتقلت المليشيا و الشركاء المحليين (قحت/تقدم) و من خلفهم الإمارات إلى الخطة التالية و التي تمثلت فى إحتلال منازل المواطنين و تشريدهم ، الإنتشار في الولايات و نشر القتل و الدمار و النهب و الفوضى في أي منطقة تتواجد فيها أو تدخلها و ذلك بغرض إضعاف المركز و شد الأطراف و من ثم إسقاط الدولة و التمهيد لتدخل دولي تحت ذريعة الحفاظ على السلم و الأمن الدوليين !!
ـ منذ مايو إنتقلت المليشيا إلى تنفيذ الخطة البديلة و هي محاولة الإستيلاء على مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور و تشكيل حكومة تمهيداً لفصل الإقليم و إعلانه دولة مستقلة و ذلك في إطار استراتيجية قوى الشر الإقليمية و الدولية لتفكيك و تفتيت السودان !!
و لكنها ستفشل كما فشلت سابقاتها بإذن الله !!
ـ قدمت عدة مبادرات و جرت عدد من المحاولات لوقف الحرب منذ أسابيعها الأولى كانت في غالبها منحازة للمليشيا مثل : مبادرة مفوضية الإتحاد الأفريقي ، مبادرة إيقاد !!
و عقدت عدة مؤتمرات أبرزها مؤتمر دول جوار السودان الذي دعت له و استضافته القاهرة في يونيو 2023 و لكنه لم يحقق أهدافه بسبب إنخراط معظم هذه الدول في الحرب إلى جانب المليشيا عدا مصر و إريتريا !!
المبادرة الوحيدة التي أحدثت إختراقات معقولة كانت هي منبر جدة الذي دعت له السعودية و الولايات المتحدة و تم التوصل فيه إلى إتفاق بين القوات المسلحة و المليشيا وقع في الحادي عشر من مايو 2023 و لكن المليشيا لم تنفذ ما وقعت عليه بسبب تأثير تدخل الإمارات و عدم ممارسة الوسيطين أي ضغوط عليها لتنفيذ الإتفاق !!
ـ شهدنا عدة محاولات للإلتفاف على اتفاق جدة كان أبرزها مؤتمر باريس الذي دعت له الحكومة الفرنسية دون التشاور مع الحكومة السودانية في أبريل 2024 و مؤتمر جنيف في أغسطس 2024 الذي خططت له الإمارات و دعت له الخارجية الأمريكية دون التشاور مع الحكومة السودانية أيضاً !! و كانت الدعوة للمؤتمرين تحت تحت ذريعة معالجة الأوضاع الإنسانية التي ترتبت على الحرب !!
أواصل بإذن الله
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
#لا_لمؤامرة_جنيف
4 سبتمبر 2024