رأي ومقالات

زيارة الجنرال كمال عبد المعروف واهمية بحر أحمر

زيارة الضابط كمال عبد المعروف العلنية للبرهان حدث هام يحمل رسالة مهمة لجميع القوي الداخلية والخارجية المشاركة في الصراع السوداني.

كان بإمكان الجنرالين ترتيب لقاء سري في بورتسودان أو القاهرة أو عبر تكنولوجيا الإتصالات المتاحة. وكان من الممكن أن يكون اللقاء سريا تماما أو حتي عبر وسيط لا يعرفه أحد وينقل الرسائل.

أما إعلان اللقاء بالمكرفون السنين فيعني أن جوهر القصة في إعلان التلاقي لا فيما سيبحثان لان ذلك أل بد أن يكون تم إعداده والإتفاق عليه سلفا. إذن الحدث الأساسي هو إعلان الزيارة وليس ما يتم نقاشه فيها. وفي هذا الإعلان رسالة لكل القوي الداخلية والخارجية.
هذا ما يبدو لي ولكن لا أعلم ما هي الرسالة المقصود بثها. واتمني أن يفيدنا المعلقون عن معني الزيارة والرسالة المقصودة.

نلاحظ أن الرسالة تاتي في وقت فيه مصر علي وشك إرسال ألاف الجنود في تنسيق مع حكومة الصومال للتصدي لتمدد أثيوبيا في المساحة التي المستقلة المسماة “أرض الصومال” ومحاولة الحصول علي ميناء علي بحرها. وهذا جزء من صراع الإستراتيجيات علي البحر الأحمر الذي يشكل السودان أحد أهم إرتكازاته نسبة لطول ساحله المجاور لقناة السويس وباب المندب وهذا الأمتداد أحد أهم معابر التجارة الدولية التي يعتمد عليها إقتصاد الكون المعولم. فهذا البحر يربط المحيط الهندي والخليج العربي بالبحر الأبيض وبذا يربط أسيا باوروبا وأفريقيا ويختصر طرق الملاحة ويقلل من تكلفة ترحيل السلع بما في ذلك تدفقات البترول.

بحر السودان يتمتع باهمية إستراتيجىة عظيمة الأهمية لجميع القوي الأقليمية والعالمية. وقد راينا كيف عطل أهل الكهف الحوثيون من حجحورهم في اليمن التجارة الدولية وسببوا صداعا صعبا الأمريكا وحلفائها وهم يرتدون عراريق وتموت تخليه في الوقت الذي وصلت صواريخهم فيه بلاد كنعان.

تسبب الحوثيون أيضا في خسارة مصر لبلايين الدولارت من دخل قناة السويس لان السفن صارت تفضل تفادي المنطقة والإبحار عبر مسارات أخري مثل راس الرجاء الصالح حتي لو كانت طويلة واكثر تكلفة مقارنة بطريق قناة السويس.

ومن المعروف أن الرسوم التي تدفعها السفينة لعبور قناة السويس يعتمد علي حجمها واعتبارات أخري ومن الممكن أن تدفع سفينة واحدة مئات الألاف من الدولارت للعبور مرة واحدة.

لهذا تخشي كل القوي الخارجية وقوع البحر السوداني في أيد غير صديقة وايضا تخشي جميع القوي أن تسقط الدولة و تعم الفوضي في شرق السودان لتظهر جماعات سياسية ودينية من داخل وخارج السودان تعطل الملاحة في أحد أهم مخانق التجارة الدولية وتربك الإقتصاد العالمي وتكلفه تريليونات الدولارات.

معتصم اقرع