رأي ومقالات

نعم، لا للحرب ولكن

نعم، لا للحرب ولكن:
شعار لا الحرب ياتي خاويا تماما من المضمون إن لم يصحبه إيضاح للحد الأدني من شروط السلم المقبول. ماذا يعني الشعار حين ياتي مكتفيا بذاته؟ نعم لا للحرب ولكن بأي شروط؟
فمثلا يمكن تحقيق سلام لا الحرب بان نستستلم للجنجويد وستقف الحرب حالا ونصبح سبايا لهم. ويمكن إيقاف الحرب بان يستسلم الجيش كما طلبت “تقدم” علي طريقة اليابان حين قصفتها أمريكا بالقنابل “النموية”. ويمكن أن تقف الحرب بان يقتسمنا الجيش والجنجا غنيمة فيفتي- فيفتي. ويمكن أن تقف الحرب بان نعطي الجنجا ولايات تتبع له. ويمكن أن تقف الحرب بان يحل الجنجويد ميليشيتهم وان يحلوا عن سمانا.
كل هذه سيناريوهات ممكن تحت شعر لا للحرب.

شعار لا للحرب المكتفي بذاته مقبول من فرد بوعي سياسي متوسط يتحدث بإسمه ولا يطعن ذلك في حسن نيته الوطنية والأخلاقية. ولكن حين ياتي الشعار مكتفيا بذاته من مجموعات سياسية عينت نفسها ممثلا للشعب السوداني يكون دليل عجز فكري-سياسي مريع أو نقص شجاعة مكتسب في أفضل الأحوال أو دليل علي تدليس متعمد يخفي في جعبته ما يخفي.

ظلت هذه الصفحة تقول أن الحرب كريهة الكرائه وان السلم فضيلة الفضائل: نعم لا للحرب ونعم لسلام يحفظ سيادة الدولة السودانية ويرفض وجود الميليشيات وما عدا ذلك قابل للتفاوض وتقديم التنازلات المتبادلة بحكم الواقع وبحكم ضرورة تحمل بعض التنازلات لحقن ما تبقي من دماء ما دامت سيادة الدولة محفوظة ووجود الميليشيات المسلحة مرفوض. فنحن نحب الحياة لغيرنا ولنا ولكن هناك حدا أدني من الكرامة غير قابل للتفاوض وغير قابل للتصرف.

معتصم اقرع