رأي ومقالات

التحذير من الاحتيال الجديد (بروماكس)

التحذير من الاحتيال الجديد (بروماكس)
– لاتزال المخططات الربوية الاحتيالية بدعوى الاستثمار والتداول تتزايد يوماً بعد يوم، وأبرز صفة فيها هي الفوائد العالية التي تُوزع بصورة يومية أو أسبوعية بحيث إنك بنهاية المشروع تكون ربحث ثلاثة أضعاف المبلغ المبدئي، وهي فوائد وليست أرباح .وهي تجمع الشرور كلها : الربا والغرر وأكل أموال الناس بالباطل.
– من أبرز خصائها لابد من دفع مبلغ مالي للدخول ثم يتم توزيع الفوائد بصورة يومية. ولنضرب لذلك مثلاً شاع في الناس هذه الأيام :
– في تطبيق برسلو ليك الرابط بتاع التسجيل فيهو .. بتسجل وعندك ثلاثة خيارات للدفع أو ما تُسمى (اشتراك في باقات) :
الباقة الأولى: تدفع مبلغ مبدئي 50$ لمدة زمنية 75 يوم كل يوم تجيك 2 دولار مقابل اعلانات تسوي ليها لايك وتتفاعل معاها..
يعني دفعت 50 دولار واستلمت 150 دولار مع ضمان راس المال.
الباقة الثانية:
تدفع 200$ ويومياً 8 دولار في 75 يوم تكون استلمت 600$
الباقة الثالثة:
تدفع مبلغ مبدئي 500 دولار يدوك يوماً 20 دولار المدة الزمنية لدورة المشروع 75 يوم أو تستلمها بعد 75 يوم بإجمالي 1500 دولار
و في خيار تاني اسمو الباقات الاستثمارية تدفع 100$ مقابل 7% أسبوعياً.. تدفع 100 وبعد أسبوع تسلتم 107 دولار. ولو بالشهر ح تجيك 139$
– وفي خيار رابع إنك تعمل ليك فريق وتاخد أرباح من الناس المعاك بنسب
-بالمناسبة في جوائز دورية للناس الجديدين، ولمن تسحب من فوائدك دي 500$ بدوك 10$ من حسابك
و(الإعلانات) المزعومة دي عبارة عن ستارة رقيقة مهترئة لتغطية حقيقة الربا وقد طلبت من أحد المسوقين لهذا التطبيق اني ممكن أعمل عشرة اضعاف المطلوب مني من لايك وشير بس بدون ما أدفع المبلغ المبدئي ده، فقال لي: فكرة التطبيق قائمة على المبلغ ده أصلا.
الحكم:
الاستثمار في الشريعة الإسلامية قائم على تحمل المخاطر ومافي أي ضمان لسلامة راس المال من الخسارة لقوله عليه الصلاة والسلام (الغُنم بالغُرم) وفي الحديث الثاني قال عليه الصلاة والسلام (الخراجُ بالضمان)
وعليه فهذه المعاملة الموصوفة أعلاه معاملة ربوية خاااالصة عبارة عن إقراض مبلغ مالي لأجل واستلامه بالزيادة وارس مالك مضمون؛ وكما تعلم فهذا ربا النسيئة.
وقد حذرنا الله تعالى من الربا بقوله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقيّ من الربا إن كنتم مؤمنين* فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون). وقد قال عليه الصلاة والسلام (كل قرضٍ جر نفعاً فهو ربا)
– الجامع في كل هذه المعاملات أن تسويق شبكي بروماكس .. نفس الفكرة مع اختلاف أساليب التسويق.
– نشرتُ سابقاً وتكراراً فتوى مجمع الفقه الإسلامي وفتوى الهيئة العليا للرقابة الشرعية ببنك السودان المركزي عن حرمة الدخول في هذه المعاملات؛ لأنها حقيقتها هي قِمار الجاهلية في صورته الفجّة، وقدر صدرت الفتوى في عام 2014 تقريباً بعد الجلوس مع كبريات شركات التسويق الشبكي وقتها من أمثال كيونت وشركة I Care وشركة DXN وغيرها. وقد وصلت هذه الشركات إلى قناعة بأنه مهما استجابت للضوابط الفقهية التي وضعها مجمع الفقه فإن العيب بصورة أساسية يتمثل في النموذج نفسه (Business Model ) ..مهما حاولت إصلاح النموذج فهو معطوب.
-الطريف في الأمر أن نشاط هذه الشركات محظور في عدة دول غربية من بينها أمريكا لأنها دولة في تاريخها الحديث تعاني معاناة كبيرة من الفضائح المالية والمخططات الاحتيالية، وانظر إلى الشركات التي احتالت على المستثمرين بمخطط بونزي الاحتيالي المشهور، والذي يترجم إلى السودانية بترجمة دقيقة (طاقية دا في راس دا) وقد اضطرتها الفضائح المالية لإصدار عدد من القوانين كقانون ساربين أوكسلي 2002 SOX
– وللأسف .. عندنا في السودان لم يبرأ جرح الشركات الاحتيالية بعد، شركات جاءت بمسميات ضخمة جمعت من الناس مُدخراتهم وأعطتهم شيئاً منها ثم هربت بأموال الناس وعند مضايقتهم إعلامياً لاذوا بالتخفي ورا ستار أنهم فقدوا أموال الناس في الحرب من دون أي إثبات لهذه الخسارة، ودونك شركة انفست ان ومشروع الرصيد وشيفند وغيرها.
– والطريف في الموضوع انو عشان يوهمك انو الشركة حقيقية بقول ليك هي شركة بريطانية ومسجلة ولازم في التسجيل ترفع جوازك وكمان أنت متصور معاهو، مع انو الموضوع كله احتيال في احتيال ولعب بقروش الناس، وبعد أيام ح تشوف الناس هايجة ومايجة بالشكوى والحسبنة من الاحتيال ده ويقعدوا يرفعوا في صورهم في المنشورات.
المطلوب شنو الآن؟
اسحب قروشك دي من المشروع الاحتيالي الربوي ده وكل فائدة جاتك منها أخرجها عن ذمتك بدفعها في الأعمال الخيرية عدا المساجد، وأخرجها عن ذمتها وليس تصدق بها لأنه مال خبيث وإن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبا.
– هذا والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
كتبه إيهاب إبراهيم الجعلي
صفر 1446 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم