رأي ومقالات

التواضع المهني .. حرام شرعا!

التواضع المهني .. حرام شرعا!
أعزائي، لو في طبيب جراح قلب وشرايين .. التواضع يكون في البيت لمن تزوره، يسوط ليك كباية الشاي ولو عطست يديك منديل.

لكن في غرفة العمليات والقرارات العلاجية لو قلت كلام غلط يقول ليك كلامك دا غلط، وممكن يطردك من الغرفة ويتحمل المسئولية، ولو في نقاش أكاديمي يوريك تجاربه السابقة وخبراته ويؤكد ليك أنه أدرى وأعلم وأخبر بذلك ممن تشير إليهم، إذا كانت هذه حقيقة لا يجوز له إخفائها ولا تغليفها، تقال بوضوح.

التواضع هنا مرفوض، ولو حدث فهو تضليل، لا يجوز كتمان العلم، ولا يجوز للمتخصص أن يقول أنا مجرد مبتديء، ولا يتعارض هذا أبدا مع طلب العلم وتحصيل المزيد، لأن التواضع المطلوب في الأحاديث والآيات هو في السلوك الاجتماعي والشخصي فقط، لا تصعر خدك، لا تمشي في الأرض مرحا.

وعليه .. الداير مني كباية شاي ومنديل وأغسل ليه أيديه بالابريق بلقاها، لكن الذي يرغب في إيقافي من استعراض تجاربي وخبراتي وخلاصاتي الدقيقة .. بمزاعم التواضع السوداني … أنا في الحتة دي فارسي أو حبشي أو شركسي .. ما سوداني أساسا .. بل سخرني الله لضرب هذا النوع من التواضع الكاذب .. لأنه (غتس حجر السودان والسودانيين) ولذلك أتقرب إلى الله بتحطيمه وتكسيره وإحباط من يدعو له بجرعة تمجيد زائدة عندما يحتج .. الفخر هنا لمكافئة العادة الضارة وليس لاظهار الغرور .. والغرض هو إصلاح السودان ونزع العادات الضارة من السلوك والتفكير، والنزع أصلا مؤلم، وهذا أهم من الحصول على موقع أو الحفاظ على علاقة مع كبير أو صغير.

مكي المغربي