رأي ومقالات

موضوع أن الشخص يعتبر سيئا لأن حمدوك أو القحاتة عينوه، خطأ كبير

موضوع أن الشخص يعتبر سيئا لأن حمدوك أو القحاتة عينوه، خطأ كبير، وهو ذات فهم القحاتة أن كل القيادات في الخدمة المدنية الذين وجدوهم مع البشير هم كيزان أو أشخاص سيئيين، وأعداء ثورة، لأنهم عملوا مع الكيزان، ولذلك قام القحاتة بفصل بعضهم من الخدمة وإسائة معاملة البقية، وتحويلهم لإدارات التخطيط والتدريب والأرشيف والتوثيق والمخازن (سبحان من جعل التخطيط في السودان عقوبة!).

لا فرق عندي بين من يمارس إقصاء الاسلاميين أو التضييق عليهم بادعاء (خزعبلات دولية) وبين من يمارس الاقصاء الموازي بتنشيط (خزعبلات محلية) .. هذا كله يفضي إلى أجواء حكومية مسمومة ومثبطة للأداء، ويمنح مساحة للارهاب السياسي الموجه من الخارج.
أنا نقطتي واضحة، يجب على الحاكم الحقيقي أن يرفض بوضوح وصرامة أي فيتو أو تحرش مع شخص يراه مفيدا للعمل العام.

المعيار هو (مطلوب-منفذ) .. إذا كان هنالك دور للصحافة أو حتى الشغب الاعلامي في الفيسبوك فليراقب (الأداء) بالثابته، ولا يتحدث عن (الخلفية) كوزنة أو إلحاد أو تصنيف جهوي أو سبب تعيين .. في كيزان باعوا الكيزان في المؤسسات واستمروا مع القحاتة .. وهم الآن باعوا القحاتة ويرغبون في الاستمرار مع الوضع الموجود .. والعبرة بالأداء وتجويد العمل وليس المواقف الاخلاقية والشرف السياسي، لأن (الأداء) يمكن قياسه وحسابه بالمؤشرات العلمية، أما (الشرف السياسي) فهو قضية هلامية يسهل ادعائها ويسهل نفيها.

السودان دولة شاسعة مترامية الأطراف وقضاياها متشعبة وتحدياتها كثيرة، والمزاج العام أصلا مربك للأداء، وحاليا الامكانات قليلة والمؤسسات في محنة .. لا تعبثوا في موضوع الكادر البشري لأنه العامل الايجابي الوحيد تحت يدكم بالكامل حاليا. فلتكن قراراتكم Result-oriented أو (حباب النافع).

هذا يذكرني بقصة رجل جاءه شاب لزواج بنته، وجاء بعدها أخوه عم البنت واعترض قائلا (الولد دا بشرب) .. قال له انت دايرها لواحد من أولادك التلاتة؟ صمت، قال له (كلنا لمن عرسنا كنا بنشرب، ولمن بقينا نقوم بالعكاز ونتعشى بالروب تبنا).
لو كنت حاكما وجائني أي شخص باعتراض على شخص ناجح بسبب انتماء أو تصنيف .. (كوز، عينه حمدوك، أي كلام) .. سأقول له … أداؤه يوفر لي مليون دولار خسائر في الشهر، أدفعها أولا (تأمين نقاش) ثم تحدث؟

أي تفريط لصانع القرار في صلاحياته في وإدخال هذا الشأن في معادلات أو ضغوط خارجية أو داخلية يعني أنه سيقود إلى خدمة مدنية مبعثرة الانتماءات والعلاقات المشبوهة بين الخارج والداخل، لأن الموظف يمتثل للجهة المنفردة بالتعيين والتي لا تتزحزح عن قراراتها، فإذا لم تكن كذلك فإنه سيركز مع (عوامل الزحزحة) الداخلية والخارجية ويسترضيها، وليس السلطة التي أصدرت ورقة التعيين.

مكي المغربي