رأي ومقالات

في وداع سراج الدعوة المصلح الثائر من طبيب الأبدان الي طب الأوطان د .الفاتح حسنين

نعي الي الناعي رحيل الطود الأشم ( د. الفاتح حسنين) بعد عودتي من زيارة ضريح المفكر المجدد علي عزت بيجوفيتش بسراييفو تلك المدينة التي أزورها هذه الأيام لنشاط دعوي مع أئمة مسلمي أوروبا، لنشهد ثمار غرسه المبارك وقطوفه الدانية، فاحتشدت في ذهني تلك السيرة العطرة للدكتور الفاتح، العامرة بجلائل الأعمال ،و التضحيات العظام ،والعطاء المبرور الذي امتد في أصقاع أوروبا الشرقية ودول البلقان وخاصة البوسنة والهرسك ،،مجددا طاقات أبنائها ،ومحركاً لعزائمهم بحثا عن الذات وسعيا للتحرر والاستقلال وبناء الهوية، فأنشأ المؤسسات وأعد القيادات واستنهض الهمم ،وأسهم بدورز نظيره على الصعد كافة ،وكان المستشار المؤتمن و الناصح الأمين للدكتور علي عزت ،ونهض في خدمة القرآن والتراث الفكري تأليفاً وترجمة، ونشرا، وناصر المستضعفين من أمته، وكان اتصله بالزعيم التركي في أول عهد الطلب وتأثيره فيه محل بر ووفاء عند أردوغان الذي كان يعرف للرجل قدره ومقداره. وأما العمل الخيري الانساني فكان صاحب صولات وجولات ، يخفف وطأة المكلومين وأنات المضطهدين وزفرات المحزونين. أما الفاتح الانسان فقد كان جامعا لخصال الخير والإحسان.موطأ الأكناف، خفيض الجناح يألف ويؤلف، دمث الخلق، باسم الثغر كريم النفس ،سخي العطاء، صافي القلب نقي السريرة، عالي الهمة، مترفعا عن الصغائر،يحب معالي الأمور،ويكره سفسافها ،عازفا عن الدنيا وزخرفها. عاش لدينه وأمته وغدا هم دعوته مصبحه وممساه، وغدوه ورواحه ،شكل نقطة جذب والتقاء الناس حوله يبادلهم حباً بحب ووفاء بوفاء، ثاويا يحمل الهموم كبيرها وصغيرها رغم وطأة المرض وثقل المعاناة .مثل امتدادا لجيل العمالقة من الدعاة المعاصرين. رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وتقبله في الصالحين وأنزله منازل الأبرار وأخلفه وذريته و.دعوته والأمة خيرا وإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم نور مرقده وطيب مضجعه وعطر مشهده وآنس وحشته وارحم غربته ويمن كتابه ويسر حسابه وأنزل السكينة على أسرته.
أ.د.عصام البشير،نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
#في_رثاء_الدكتور_الفاتح_حسنين

✍️بقلم د.عصام البشير