الجيش يوجه ضربات جوية ضد أهداف عسكرية بطبيعة الحال، ولكن بعض الحمقى يريدون تصوير الجيش على أنه يخوض حربا قبلية ويستهدف حواضن المليشيا عمدا مع سبق الإصرار. الجيش لم يصرح بهذا؛ لم يقل أنا استهدفت حواضن المليشيا، فهو كجيش دولة يحارب مليشيا متمردة ولا يحارب مواطنين عزل من أي جهة كانت.
وإذا حدث خطأ وسقط بعض الضحايا من المدنيين فهو خطأ عرضي غير مقصود لذاته وحدث ويحدث في كل مكان يستخدم فيه الطيران مع الأسف، وهو خطأ يجب تداركه ومنع تكراره ومحاسبة من تسبب فيه، ولكنه يبقى خطئا وليس إنجازا. الإنجاز هو سحق وتدمير المليشيا حثيما وجدت وليس استهداف المواطن أو المرافق والمنشآت المدنية. يستنثى من ذلك بالطبع المرافق المدنية التي تحتلها المليشيا وتستخدمها لأغراض حربية.
ومع ذلك ينبغي التفريق بين المواطن والمستوطن المحتل. فالمواطن معروف مكانه وموطنه، ولكن المستوطن المحتل هو من يحتل أراضي وبيوت وممتلكات الآخرين بعد قتلهم وتشريدهم بواسطة المليشيا. هذا المحتل لا يسري عليه ما يسري على المواطن العادي فهو في خانة العدو ويجب أن يعامل كعدو كامل العداوة. ومن يريد أن يكون مواطنا فليخرج من بيوت الناس وليعد إلى موطنه.
حليم عباس