سياسية

نفاق المليشيا.. محمد المختار نمُوذَجَاً!!!

قال الناطق باسم وفد التفاوض لمليشيا الدعم السريع محمد المختار النور، لقناة سكاي نيوز عربية، إن المليشيا متمسكة بجدول زمني للعملية السياسية في السودان – لا أدري عن أي عملية سياسية يتحدث، فلا جنيف ولا جدة أشارت لأي دور سياسي في المستقبل للمليشيا – وأنه لا يمكن الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار بغياب وفد الجيش عن مباحثات جنيف. في هذه النقطة فقط اتفق معه.
محمد المختار النور، أشار إلى أن أجندة اتفاق جنيف كانت محددة في 3 نقاط تشمل هدنة لوقف إطلاق النار، والعمل على آلية لوصول المساعدات الإنسانية، وآلية للمراقبة تتفق عليها الأطراف. وأوضح أن الجانب الأول من الأجندة لم يتم التطرق إليه لغياب وفد الجيش، وانصبت النقاشات على قضيتي وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. وأضاف أنهم دخلوا برؤية متكاملة حول وصول المساعدات الإنسانية وتنسيق الجهود مع الوكالات الدولية والإقليمية والوطنية لإيصال المساعدات.
حسناً.. الناطق بلسان المليشيا، ينافق ويمد لسانه على كذبه دون أن يطرف له جفنٌ. كيف لك أن تتحدّث عن آلية وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين، وجنودك أثناء انطلاق مباحثات جنيف، يسرقون حتى قُــوت (التكايا) مصدر الغذاء الأوحد للمواطنين العُزّل في مناطق سيطرتك، ويشنون النهب المسلح على الأبرياء بطريقة وحشية تخلو من الإنسانية، ضرباً وترهيباً واعتقالاً تعسفياً.
يقول تحالف لجان شمبات في بيان له يوم 15 أغسطس الجاري: “شنّت مليشيا الدعم السريع، حملات نهب مسلح ممنهجة على منطقة شمبات بالخرطوم بحري، وقامت بسرقة ونهب المواد التموينية المخصصة لعمل المطابخ الجماعية (التكايا) في منطقة شمبات، والتعدي على المُتطوِّعين في المطابخ بالضرب والرصاص الحي المباشر وسرقة الهواتف الخاصة”.
تقوم هذه التكايا بتقديم الوجبات اليومية لأهالي المنطقة، وتوقّفت التكايا عن تقديم الوجبات بعد عملية النهب. وتُهدِّد عمليات النهب المتواصلة عمل التكايا واستمرارها في تقديم الخدمات لـ1400 أسرة في مقبل الأيام، وحرمان المواطنين من الغذاء.
وأضاف تحالف شمبات: “لا توجد أي قوات تقوم بحماية المدنيين وعمل التكايا كما يُشاع ولم تُكوّن أي قوات لهذا الغرض منذ اندلاع الحرب، وكل ما يُشاع غير حقيقي.. المطابخ هي آخر ما تبقى لمواطني شمبات المُحاصرين والتعدي عليها يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني بالمنطقة. وغيرها من التعديات المُمنهجة على المواطنين بالمنطقة من تفتيش وضرب غير مُبرّر، وذلك بعدما تم تجاوز عمليات النهب التي صارت جزءاً من حياتنا اليومية، إنها حربٌ مُوجّهةٌ بكامل عتادها ضد المواطنين”.
وطالب تحالف لجان شمبات، قوات الدعم السريع الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وكف أيديهم وإبعاد أفرادهم المسلحين عن غذاء مواطني شمبات وتركهم وشأنهم.
على صعيد متصل، واصلت مليشيا الدعم السريع، هجماتها المُـروِّعة على المواطنين بقرية جلقني بولاية سنار، وارتفع عدد القتلى لأكثر من 80 قتيلاً، ولا يزال هناك عدد من الجرحى والجثث تحت الحصار الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع على المنطقة.
وقال تجمع شباب سنار في بيان يوم 16 أغسطس، إنّ قوات المليشيا اختطفت العديد من النساء بعد أن قتلت أسرهن. كما قامت مليشيا الدعم السريع بتهجير ما يقارب 90% من مواطني جلقني نحو ضواحي النيل الأزرق، والباقون محاصرون في منازلهم بعد أن قامت مليشيا الدعم السريع بنهب وتدمير المرافق الصحية والأسواق وجميع المرافق العامة. ولا تزال مليشيا الدعم السريع تعسكر في منطقة مبروكة التي تعتبر امتدادا لمنطقة جلقني.
كذلك لم تتوقّف المليشيا من عمليات استباحة قرى ولاية سنار، حيث تمارس عمليات النهب والانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية في حق المواطنين العُزّل. وبعض القرى لا زالت تعاني من حِصارٍ مُطبقٍ وتعاني من انعدام المواد الغذائية والأدوية مع انهيار النظام الصحي وتعطيل المستشفيات.
في وقتٍ، يؤكد المنافق باسم المليشيا محمد المختار أن قوات الدعم السريع وصلت لخطوات متقدمة مع المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الفعالة في العمل الإنساني لإيصال المساعدات الإنسانية. وشدد على أنّ النقاش يجب أن يدور حول جذور القضية السودانية ومعالجتها وبناء الدولة على أسس المواطنة العادلة ومراعاة التنوع ومعالجة الاختلالات في هيكل الدولة السودانية.
عن أي عدالة ومعالجة تتحدث، ومليشياتكم تقتل قبل 5 أيام الفتيات في مدرسة مدينة الأبيض، وتقصف مستشفى (الدايات) الذي كنتم تتخذونه ثكتة عسكرية لقادتكم ومعتقلاً للأبرياء؟!!
عن أيِّ دور سياسي تتحدث، وأنتم تمارسون الاسترقاق الجنسي وتبيعون مئات الفتيات والنساء في سوق (خور جهنم) كجواري، بعد اختطافهن من ولايتي الخرطوم والجزيرة؟
عن أيِّ إيقاف إطلاق نار تتكلمون، وإنتم حالياً تقصفون بمدفعياتكم وتشنون الهجمات على الفاشر يومياً، وتحاصرونها وتمنعون عن ساكنيها إمدادات الغذاء وتغلقون محطة المياه؟!!
الطريف في الأمر أنّ منافق المليشيا واصل في إطلاق تناقضاته الغبية، وقال إنهم لا يعترفون بأي شرعية لأي مؤسسة حكومية، لأنه عقب 15 أبريل حدث انهيار دستوري كامل. ود المختار يتناسى أن وضع السلطة الحالي هو نتاج تحالف قائده – حامي حما ديمقراطية الوهم والخداع – حميدتي مع البرهان عقب انقلاب 25 أكتوبر وانقلابهما على الفترة الانتقالية. وأراد حميدتي الاستفراد بالسلطة يوم 15 أبريل، وعندما فشل جعلها حرباً ضد الشعب السوداني، وشنّها بلا هوادة عليه تقتيلاً وسفكاً للدماء وهتكاً للأعراض وانتهاكاً لجميع الحرمات وتدميراً لمؤسسات الدولة و(شفشفةً) للمنازل واحتلالها.
الأعجب أن منافق المليشيا شدد على أن المفاوضات يجب أن تُبنى على ما اتفق عليه الجيش والدعم السريع في جدة والمنامة ولن تتفاوض قوات الدعم مع أي طرف غير الجيش. وكأنما وفد المليشيا المفاوض عسكري بحتٌ، أو يرصع المختار كتفيه بدبابير الخلاء؛ التي دمرت السودان وشردت شعبه!!!!!
حتماً ستنتهي الحرب بإذن الله تعالى، وسيعود الشعب المُشرّد لبناء سودانه الذي مزّقته حرب المليشيا ومرتزقة الشتات، وبلا شك لن يرضى بأي دور سياسي لها في المستقبل. الدمج والتسريح لا خيار آخر.. والله شديد الانتقام ويمدكم في طغيانكم تعمهون.

كتب: عطاف محمد مختار

صحيفة السوداني