رأي ومقالات

أم وضاح: للجيش في عيده

عندما كنت أكتب عن الجيش في أعياده السابقة كنت أكتب من باب (المواجبة) التي تقتضيها المناسبة أحتفالاً وأحتفاء بها بمثل مانفعل مع كل مناسبتنا الخاصة والعامة ،إلا هذه المرة والعيد طعمه مختلف ومدلولاته غير والجيش في عيده هذا يقدم لشعبنا الهدية على غير ماهو متعارف بأن يهدى المحتفي المحتفى به ،والهدية ليست وروداً ولا قنينة عطر الهدية ملحمة من البطولة والفداء والإباء والتضحية، الهدية دماء مسفوكة على شرفات محراب الوطن وعلى أمتداد أرضه الخضراء تسقيه الكرامة والنبل لتنبت أشجار العزة تظللنا في هجير المؤامرات وحر الدسائس..

عيد الجيش هذا العام الإحتفال به ليس على المسارح ولا الساحات فهو أحتفال وعرس أصحابه يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويسكنون الخنادق أياديهم مخضبه بالدماء الذكية..
عيد الجيش هذا العام نحتفي به والوطن مكلوم ومأزوم لكن العزاء والسلوى أن المؤامرة تكسرت بأرادة الصامدين الصابرين الأوفياء الذين أفشلوها في مهدها وخمسة وثلاثون من الضباط الشرفاء يهزمون مليشيا بكاملها صباح السبت ودماءهم الذكيه لم تبذل دفاعاً فقط عن قائدهم كما يبدو للبعض بل قدمت مهراً للوطن بأجمعه حين أنكسرت شوكة التمرد وإنقصم ظهره والمؤامرة تدك في لحظاتها الأولى..

عيد الجيش يعود علينا هذه المرة ونحن نلوم أنفسنا كيف أنه سمحنا لشلة من العملاء والخونة والسفلة أن يزحزحوا يقيننا تجاه هذه المؤسسة العظيمة ويطلقون شعارات بائسة ومسمومة من شاكلة معليش (ماعندنا جيش) بالله عليكم كيف صبرنا عليهم ولم نقتلع ألسنتهم عن حلاقيهم؟!

بالله عليكم كيف مرت علينا هذه الشعارات دون أن نستبين أنها مؤامرة لطعن الوطن بطعن جيشه وأستهدافه والتشكيك فيه وقد كانت المقدمه والبروفة والتمهيد لحرب أل دقلو..
عيد الجيش يختلف هذه المرة عن الأعياد السابقات ولكل جندي وضابط وقائد جميل يطوق أعناقنا ولكل منهم مساحات محبة وأمتنان تقصر وتتضاءل أمامها كلمات الشكر وهم يؤدون واجبهم دون أنتظار لمكافأة أو مكسب وقد علمونا كيف يكون الفداء ومؤسسة الجيش هي المؤسسة غير الربحية ومنسوبيها هم ألاقل رواتب والأقل حوافز والأقل مخصصات لكنهم الأكثر عطاء ً وتضحية ودماءهم هي المقابل ،وأرواحهم التمن وجوارحهم الهبة لشعب عاهدوا الله ان يكونوا حماته والمدافعين عن أرضه..
العيد هذا العام يعود علينا والجيش أصبح اللحن والكلمة والأغنية..
العيد هذا العام يعود علينا والجيش أصبح اللون والريشه واللوحة..

العيد يعود علينا هذا العام والجيش مننا وفينا وهو مكان الروح والقلب والعيون..
العيد يعود علينا هذا العام وعبارات التهنئة التي نرسلها إلى منسوبيه معجونة ومعطونة بالمحبة والتقدير والوفاء

العيد يعود علينا هذا العام والتهنئة يستحقها أبناء الشهداء وأمهاتهم ونساءهم الذين أعطوا الوطن فلذات أكبادهم ولم يبخلوا عليه ولازال رحم الجيش يقدم الأبطال الذين هم مشاريع شهداء هذه الحقيقة التي لاتؤخرهم ولاتعطلهم ولاتمنع تقدمهم ولاتجعلهم ممن يقفون في الصفوف الخلفية..

التحية لجيشنا العظيم في عيده وكل الكلمات أقل مما يستحق وكل المعاني أضيق من مما يجب أن نقول وكل القامات أقصر بكثير من شموخ أبناءه عزنا وفخرنا وحراس كرامتنا..
كلمة عزيزة..

التهنئة بالعيد والتقدير والإمتنان لشركاء الجيش من هيبة العمليات وجهاز المخابرات والعمليات الخاصة والقوات المشتركة والبراؤون والمستنفرين من المقاومة الشعبية من حمل السلاح منهم ومن دعم بماله وجهده والتهنئة للشعب السوداني بقواته المسلحة المؤمنه الراسخة والمنتصرة بأذن الله..

كلمة أعز..
سنحتفل بالعيد القادم بأذن الله وبلادنا نظيفة من العملاء والخونة ومنصورة ومجبورة الخاطر..
#ام_وضاح