ظهور البرهان في حفل التخرج بمنطقة جبيت حاملا سلاحه الشخصي ( طبنجة ) و بندقية القنص المفضلة لديه و مرتديا” قبعة القناصة يؤكد بأن البرهان كان على علم مسبق بان هناك محاولة لإغتياله .. بدون ادنى شك اجزم بان الأجهزة الإستخباراتية قد حذرته مسبقا” لكن البرهان كما عرفناه دائما” لا يعرف الخوف طريقا” إلى قلبه .. الرجل عنيد و مغامر جدا” و يتمتع بشجاعة نادرة كحال جميع ابناء قواتنا المسلحة الباسلة .
كنت قد حذرت من هذه المحاولة في مقال بداية الشهر الجاري بعنوان ( صراع الأجهزة ) و كما ظللت اردد دائما باني لست عرافا” او كاهنا” بل كل ما في الأمر اني اجيد تحليل المخاطر .. قد يختلف معي البعض و يرمون الإتهامات لبعض الدول الخارجية لان الهجوم تزامن مع عمليات اغتيال واسعة طالت قادة حماس و كعادتي احترم رأي و رؤية الآخرين .. لكن للاسف الشديد لا علاقة لاي جهة خارجية بعملية جبيت الفاشلة .. و حتى لو افترضنا بان مليشيا آل دقلو هي من كانت تقف وراء العملية كما يروج البعض فلنسأل انفسنا هل تستطيع مليشيات آل دقلو ان تهاجم اكبر منطقة عسكرية في شرق السودان بدون اي مساعدة من داخل الاجهزة الأمنية ؟؟
لا تقولوا لي بأن المتعاونين مع المليشيا وراء العملية .. هذا تضليل ليس إلا و تغبيش للحقائق و عدم معرفة بطبيعة العمل الأمني و الإستخباراتي .. من المستحيل ان تستطيع المليشيا إختراق منطقة عسكرية ايا” كان موقعها و حجمها ما لم يكن لديهم تعاون مع خونة داخل اجهزتنا الإمنية .. و لا ادري الى متى سيظل يستخدم البرهان إسلوب الحفر بالإبرة مع الخونة داخل اجهزته الإستشعارية ؟؟
على البرهان اليوم قبل الغد ان يشرع في قطف الرؤوس التي اينعت داخل بيته الأمني و الإستخباراتي .. هناك وجوه يجب ان تذهب اليوم قبل الغد الى محاكمات عسكرية عااااجلة و وجوه أخرى يجب ان يبقوا بجوار زوجاتهم في المنزل قيد الإقامة الجبرية .
قد يظن البعض بان هذه هي العملية الاولى التي استهدفت البرهان و في حقيقة الامر هناك عدة عمليات تم إجهاضها قبل ان تبداء في عدة مواقع زارها البرهان و آخرها كانت خلال زيارته الاخيرة لولاية سنار .
من الاسباب التي تعلل الوفد الامريكي بها و طالب بلقاء البرهان في مطار بورتسودان هي وجود قيود امنية منعتهم من الدخول لبورتسودان و هذا دليل على ان الامريكان لديها علم مسبق بمحاولات لإغتيال البرهان داخل بورتسودان .
على البرهان ان يشرع فورا” في تشذيب و نظافة قرني الإستشعار و قبل هذا عليه ان يحيل بعض الضباط اللايفاتية الذين يخرجون بالزي الرسمي للقوات المسلحة و يتحدثون في الشأن السياسي الدولي دون ان يكون لهم علاقة بالإعلام الحربي او الرسمي للدولة .
لا يوجد في هذا الكوكب كله من يرتدي ملابس جيش بلاده و يخرج برتبته القيادية و يتحدث في الشأن السياسي و بل يعلن تضامنه و تعاطفه مع حركة ثورية او حركة سياسية مسلحة او حتى حركة مرور في دولة أخرى .. هذا لعمري هو عين التسيب و عدم الإنضباط العسكري و مخالفة صريحة للوائح و قوانيين القوات المسلحة و هذا ينعكس سلبا” على سمعة الجيش السوداني .
احسم هؤلاء يا برهان و اضرب بيد من حديد فاذا كان لديك طاقة صبر و تحمل يجب ان تعلم بان شعبك لم يعد يتحمل هذا العبث و الهوان الذي يحدث .. مرارتنا اتفقعت ياااااخ .
نزار العقيلي